محمود الهاشمي ||
قبل (تظاهرات تشرين) كان وضع الاحزاب والكتل الشيعية في بؤس كبير، حيث لم تظهر عليهم اية استعدادات لمواجهة التحديات التي تمر بالبلد يومها ،انما بدت القيادات السياسية الشيعية في حالة من الانبهار والانكسار لاتقوى حتى بالدفاع عن مقرات احزابها التي تعرضت للحرق والدمار ،بل لم تستطع الدفاع عن بعض عناصرها الذين طالهم القتل العلني .
كانت اياما قاسية على الكتل السياسية الشيعية
جعلتهم يفتشون عن اية نافذة للحل ،بعد مراجعة طويلة والانتهاء الى قرار (لابد من وقفة )!
كانت الكتل الشيعية في ظرفها الصعب تميل او تنتظر خطابا للمرجعية يعيد لها او للمرحلة بعض التوازن وقد غابت الخطب وغُلّقتِ الابواب !
استفادت الكتل السياسية الشيعية من سلسلة التراجعات التي شهدتها ساحات (تشرين ) وغياب القيادات لديها وتراجع التمويل وفقدان بوصلة التوجيه ،والوقوع في المحذورات الدينية والتورط في اوراق خطيرة مثل التقرب من السفارة الاميركية والدعوة ل(التطبيع ) من قبل البعض وتحميل المجتمع لهم مسؤولية الحرق والتدمير الذي طال الاملاك العامة والخاصة وكذلك العبث بالدوائر وايقاف الدوام والاعتداء على الكوادر الوظيفية والاكاديمية واشاعة الفوضى ،مثلما حملهم المجتمع استقالة حكومة عبد المهدي ومجيء حكومة الكاظمي (الضعيفة ) والتي تبدو مثل (ثوب مرقع ) دون ان تقدم ماينفع سوى الذهاب لتوريط العراق في (قمم فاشلة) .
الان الكتل السياسية الشيعية لملمت اطراف
ثوبها بعدما احست بالخطر الذي داهمها فانتصرت للمقاومة وللحشد الشعبي وباتت تتحسب لمخاطر التواجد الاميركي وتحميله مسؤولية الفوضى بالبلد .
ربما لايصدق احد ان الكتل السياسية الشيعية تواصل اجتماعاتها بشكل منظم وقد حققت (28) اجتماعا حتى الان وهم (الفتح القانون سائرون النصر الفضيلة الحكمة الفياض المجلس الاعلى ) ولم يتغيب احد من ممثلي هذه الكتل سوى (سائرون) وللاجتماعين الاخيرين فقط وللسبب المعلوم لديكم .
قد تبدو وجهات النظر مختلفة في بعض المواضيع ولكن المشتركات اكثر .
قد يبدو (التجمع الشيعي ) هو الاكثر انسجاما من سواه فالمناطق الغربية خلافاتها حادة ،ومثلها بالاقليم .
قبل سفر رئيس الوزراء الكاظمي الى واشنطن ل(الحوار الاستراتيجي) اجتمعت (الكتل السياسية الشيعية ) معه وابلغته عن عشر نقاط ملزم بها بالحوار والنتائج كانوا قد اتفقوا عليها مسبقا واوعدهم بالاخذ بها وخاصة في قضية جلاء القوات الاميركية.
انسحاب احد الكتل الشيعية مثلما حدث مع التيار الصدري لايؤثر كثيرا على مسار التفاهم خاصة وان العودة مازالت ممكنة ولكل ظروفه
وان يخرج وفقا لظرفه غير مايخرج بسبب الاخرين .
الاستبيانات الست (الدقيقة ) التي اجريت في المحافظات وبغداد اكدت ان التصويت بالانتخابات لوتم سيكون (70%) لصالح المستقلين قبل خمسة اشهر و(17%) لصالح الاسلاميين لكن اخر استبيان اجري قبل اسبوعين اكد 42% لصالح الاسلاميين و(21) لصالح المستقلين .
لانريد ان نوضح النسب التي جاءت عبر الاستبيان لهذه الكتلة الشيعية او تلك ولا لكتل التيارات الاخرى لان ذلك يقع في باب الترويج .
الاستبيان اوضح ايضا ان نسبة المشاركة قبل خمسة اشهر كانت (25) % اما اخر استبيان اكد مشاركة (50%) وهي نسبة مقبولة في ظل ظروف البلد .
التحديات التي تواجه اجراء الانتخابات في موعدها عديدة وقد اوردناها في مقال سابق
وباختصار ان من هتف ليل نهار من اجل اجراء الانتخابات المبكرة بات الاكثر حماسا لاجرائها في موعدها للامتيازات التي حصل عليها ولتأكده من عدم حصوله على الرقم الذي كان يحلم به .
هناك جهات خارجية ترغب باشاعة الفوضى قبل الانتخابات وخلط الاوراق واسقاط الحكومة
ورسم سيناريو يشبه سيناريو (تونس ومصر ) وهم (اميركا ،الاتحاد الاوربي ،ممثلة الامم المتحدة ،بريطانيا ،الامارات ،السعودية )ومن الداخل (البعثيون والتشرينيون) ادوات اشاعة الفوضى عبر استقدام الارهابيين لتهديد القوات الامنية ،وتخريب ابراج الكهرباء والتفجيرات والاعمال الانتحارية واستخدام الاعلام الذي ينقل الاخبار (السوداء) مثل امرأة احرقت نفسها او اب يقتل ولده ،طفل يغرق الخ .
مشروعهم المتوقع في اشاعة الفوضى حتى يوم الانتخابات باستهداف ابراج الاتصالات واحواض الماء واغتيال الناشطين ،وصناعة نزاعات داخلية،والخروج بتظاهرات واحتجاجات.
لانجد من الصلاح اسقاط حكومة الكاظمي بالوقت الحاضر على الرغم من ملاحظاتنا الكثيرة عنها ومعرفتنا بتوجهاتها ،لان هنالك من يسعى لذلك لصناعة حكومة طواريء والذهاب الى المجهول ،فيما هو (جاهز ) للاستقالة لغرض تأجيل الانتخابات او الغائها .
ان وحدة (البيت الشيعي ) هي الكفيلة بالوقوف بوجه هذه التحديات ،وان لانقع في (فوضى تشرين ) التي دفع العراقيون ثمنها .
يجب ان لاتوخزنا كثيرا اخطاء او مواقف بعض الكتل الشيعية او قياداتها ،انما (الصبر ) والتحمل واجب لحين تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ،وهي مراهنة على الزمن .
بعض (التشرينيين) فهموا (اللعبة) وعرضوا مواقفهم وكشفوا بعض اسرارهم التي منها ان الولايات المتحدة والامم المتحدة اوعدتهم بالحصول على (30) مقعدا ،بما يعني (مضمونة) مهما كانت النتائج اي عبر وسائلهم (الفنية) فيما هناك تشرينيون منخرطون مع (التطبيع ) وهؤلاء هم الخطر الاكبر والوجه القبيح لبلدهم !
بريطانيا تسعى من الان لصناعة تحالفات ضد
الكتل القريبة والداعمة للمقاومة ،واذا كانت قد فشلت في تقريب الحلبوسي من بارزاني الاّ انها لاتكف عن مشروعها ،بعد ان انكشف وجه اميركا بالعراق والمنطقة .
(اصدقاء اميركا ) باتوا يدركون تراجع النفوذ الاميركي بالمنطقة والانسحابات المتتالية بما فيها من العراق ،لكن هذا لايعني اهمالهم خاصة وان الامارات والسعودية دخلت على الخط بقوة .
ان الاصرار على اجراء الانتخابات في موعدها ضروري جدا ،لان المرحلة لصالح كتلنا السياسية ولصالح دعم المقاومة ،لذا من الواجب الدعوة الى المشاركة على اوسع مايكون لان ذلك حق شرعي للعراقيين جميعا .
قلقنا مازال مستمرا بشأن التدخل بنتائج الانتخابات وصناديق الاقتراع والعد الالكتروني
واليدوي وغيرها ،ولكن اللقاءات المستمرة مع كوادر المفوضية والجهات المختصة وفرت فرصة للجميع في فهم هذه المخاطر وكذلك في مواجهتها قدر المستطاع .
الكتل السياسية الشيعية،ادركت مخاطر المرحلة السابقة واهمية الشعب واعدوا خططا
لاتفاقيات مع الصين وروسيا ودولا اخرى ،وان المرحلة المقبلة هي مرحلة الخدمات ،وان لم يفوا بذلك فيكونون قد فوتوا اخر فرصة لهم
ولات ساعة مندم .!
https://telegram.me/buratha