المقالات

العراق في ظل تدوير الازمات

1277 2021-08-03

 

غدير التميمي ||

 

الخطاب السياسي أو الفوائض اللسانية من أفواه بعض السياسيين اصبحت في عتمة الأزمات يلقى قبولاً لدى الشارع العراقي المليء بالمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فكل ما ينطق به صورة مرئية ناطقة من اشكال  التسويفات لقضايا جوهرية بحاجة الى حلول ناجعة لا تقبل التأخير او التراخي في الانجاز وغالبا ما يتضمن ذلك الخطاب  المتهالك رؤية القوة الذي ينتمي اليها، فلا يحيد عن الحدود المسموح بها للتصريح ولو بوجهة نظر شخصية لنيل رضا المواطن البسيط الذي ما زال يحلم بحياة كريمة تسودها العدالة الاجتماعية، من دون تمييز او تهميش وانه ليس صوتا مضمونا للانتخابات يرفع  فيها صاحب الخطاب من رصيد اصواته.

 يعلم العراقيون حجم المشكلات التي خلفتها سياسات النظام السابق وتدني الخدمات الاساسية، وان المهمة صعبة للغاية للانتقال من الخراب العام على جميع المستويات، فضلا عن تحديات الارهاب القاسية على الساحة العراقية التي اسهمت كثيرا في تعميق الخراب  والتوسع فيه وكأنه مخطط سابق له بأساليب ممنهجة تقترب من القصدية في الانكسار والاحباط النفسيين، ولكن هذا لا يبرر تخلي السياسيين عن مسؤولياتهم الوطنية واحداث نقلات نوعية في البنية المجتمعية الا ان تلك الازمات متتالية واخرى متناسلة من رحم الاولى التي تم تعويمها  كما تعوم العملة النقدية التي تفقد قيمتها في اسواق التداول النقدي لكن هذه المرة في سوق المزايدات والصفقات السياسية وجعلها تتحرك بحرية مطلقة بلا حلول وتركن على الرفوف .

يكاد العراقي يفقد ثباته النفسي جراء تسطيح الوعي بوعود خادعة لقرب وضع الحلول المناسبة للازمات والمشكلات الفنية الملحقة بها، ومنها سوء الخدمات المقدمة للمواطن  ولعل ازمة الكهرباء الموروثة من النظام السابق تتصدر واجهة الاحداث لقساوة الصيف الحالي الحارق، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة تقويض المشكلة، واستغل ضعاف النفوس الازمة بتفجير ابراج الطاقة الكهربائية ولا سيما في المناطق النائية كل هذا من اجل استثمار الشجب الداخلي الذي بات معلنا وهي رساله لئيمة مفادها عدم اهلية المسؤول في  مهامه الموكلة اليه..

 ينبغي أن يكون هناك دورا فاعلا في الوعي وفي السياق، وعلى وفق ما تتطلبه من اجراءات ومنها النقد والكشف وصناعة الراي العام إذ تجسد هذه الاجراءات خيارات عقلانية تتوافق مع الرغبة في التغيير وفي الدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي فضح التوجهات التي تريد تكريس الصراع الاهلي وتعويق مسار التحول الاجتماعي واقامة الحكم الرشيد الذي يلبي طموحات الناس واحتياجاتهم  فضلا عن وجود اسس التخطيط والتنظيم الذي تعتمده الدول الحديثة التي تضع خدمة شعوبها على راس اولوياتها..

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك