غدير التميمي ||
الخطاب السياسي أو الفوائض اللسانية من أفواه بعض السياسيين اصبحت في عتمة الأزمات يلقى قبولاً لدى الشارع العراقي المليء بالمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فكل ما ينطق به صورة مرئية ناطقة من اشكال التسويفات لقضايا جوهرية بحاجة الى حلول ناجعة لا تقبل التأخير او التراخي في الانجاز وغالبا ما يتضمن ذلك الخطاب المتهالك رؤية القوة الذي ينتمي اليها، فلا يحيد عن الحدود المسموح بها للتصريح ولو بوجهة نظر شخصية لنيل رضا المواطن البسيط الذي ما زال يحلم بحياة كريمة تسودها العدالة الاجتماعية، من دون تمييز او تهميش وانه ليس صوتا مضمونا للانتخابات يرفع فيها صاحب الخطاب من رصيد اصواته.
يعلم العراقيون حجم المشكلات التي خلفتها سياسات النظام السابق وتدني الخدمات الاساسية، وان المهمة صعبة للغاية للانتقال من الخراب العام على جميع المستويات، فضلا عن تحديات الارهاب القاسية على الساحة العراقية التي اسهمت كثيرا في تعميق الخراب والتوسع فيه وكأنه مخطط سابق له بأساليب ممنهجة تقترب من القصدية في الانكسار والاحباط النفسيين، ولكن هذا لا يبرر تخلي السياسيين عن مسؤولياتهم الوطنية واحداث نقلات نوعية في البنية المجتمعية الا ان تلك الازمات متتالية واخرى متناسلة من رحم الاولى التي تم تعويمها كما تعوم العملة النقدية التي تفقد قيمتها في اسواق التداول النقدي لكن هذه المرة في سوق المزايدات والصفقات السياسية وجعلها تتحرك بحرية مطلقة بلا حلول وتركن على الرفوف .
يكاد العراقي يفقد ثباته النفسي جراء تسطيح الوعي بوعود خادعة لقرب وضع الحلول المناسبة للازمات والمشكلات الفنية الملحقة بها، ومنها سوء الخدمات المقدمة للمواطن ولعل ازمة الكهرباء الموروثة من النظام السابق تتصدر واجهة الاحداث لقساوة الصيف الحالي الحارق، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة تقويض المشكلة، واستغل ضعاف النفوس الازمة بتفجير ابراج الطاقة الكهربائية ولا سيما في المناطق النائية كل هذا من اجل استثمار الشجب الداخلي الذي بات معلنا وهي رساله لئيمة مفادها عدم اهلية المسؤول في مهامه الموكلة اليه..
ينبغي أن يكون هناك دورا فاعلا في الوعي وفي السياق، وعلى وفق ما تتطلبه من اجراءات ومنها النقد والكشف وصناعة الراي العام إذ تجسد هذه الاجراءات خيارات عقلانية تتوافق مع الرغبة في التغيير وفي الدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي فضح التوجهات التي تريد تكريس الصراع الاهلي وتعويق مسار التحول الاجتماعي واقامة الحكم الرشيد الذي يلبي طموحات الناس واحتياجاتهم فضلا عن وجود اسس التخطيط والتنظيم الذي تعتمده الدول الحديثة التي تضع خدمة شعوبها على راس اولوياتها..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha