المقالات

أيران والعراق..توأمة عقائدية  

1691 2021-08-06

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

المتابع للشأن السياسي العراقي والإيراني على حد سواء ، يرى بأن الشعبين قد تعرضا لإكبر مظلومية وقعت عليهم في التأريخ المعاصر . وذلك بسبب طيش الحكومات العربية ( الوهابية) التي دقت أسفين الطائفية   أبان أنتصار الثورة الإسلامية الأيرانية  . فكانت حرب الثمان سنوات عصارة الجهد الطائفي التي عملت عليها أعتى أجهزة المخابرات الشيطانية متمثلة بمخابرات أمريكا وأنكلترا والكيان الصهيوني ، الذين دعمو حكم الرئيس المخلوع صدام حسين .

لكن هذه الحرب لم تغيير من الواقع شيئاً ، فسرعان ما عادت الأمور بين الشعبين الى نصابها الطبيعي ، بعد أن أقصي صدام من سدة الحكم الفاشستي ، وبدأ التلاحم الشعبي بين البلدين برعاية مرجعية واضحة .  هذا لم يرق للمنظومة الخليجية ، والإمريكية التي بدأت تستشعر الخطر القادم على مصالح الأمن القومي الصهيوني بعد هذا التقارب الكبير ، فعمدت الى أدواتها بالداخل والخارج على زعزعة أمن البلدين الإيراني والعراقي في محاولة من تلك الدول الأستكبارية بأبعاد الشعبين عن بعضهما بشتى الوسائل والسبل .

فكانت القاعدة وداعش وأسقاطات تشرين الهزيلة هي الأدوات التي حاول المستكبر العمل عليها في العراق من أجل توهين الشعب العراقي ، وأضعافه وأستنزاف موارده في حروب جانبية حتى لاتكون هناك عملية سياسية عراقية  بأمكانها التوجه صوب أيران . لقد سلط الإعلام المضلل أضوائه على عقلية المتلقي ، في أكبر عملية غسيل دماغ للشارع العراقي والعربي بتشويه صورة أيران ورسم صورة قاتمة للعلاقة الستراتيجية بين البلدين الجارين المسلمين ، للحيلولة دون تقارب هذين الشعبين . فكانت شعارات أيران بره بره وغيرها من الشعارات  المقيته التي تلاقفوها صبيان السفارة من أجل أسقاط هذه العلاقة العقائدية بين الشعبين العراقي والإيراني .

السؤال المهم ، هل نجحت واشنطن وكيانها الصهيوني بالنيل من هذه العلاقه ؟

نعتقد أعتقاداً جازماً ، أن التلاحم الكبير الذي حصل بعد فتوى الجهاد الكفائي ، والنصر على  جرذان داعش ، قد قلب الطاولة على من روج لفكرة التباعد بين البلدين . ربما أنطلت بعض الحيل على الشباب المغرر بهم في قيادة العقل الجمعي بأتجاه التسقيط ، لكن هؤلاء لايشكلون الأعم الإغلب من الشباب العراقي ، أن الأعم من الشباب العراقي الرسالي قد  أنخرط في محور المقاومة بأبهى صورة تلاحمية عقائدية مع الشعب الإيراني ، متخطياً بذلك كل المؤامرات التي أحيكت ضد الشعبين .

هنا يبرز سؤال مهم آخر هو ، هل ستسلم واشنطن وأدواتها في المنطقة بهذه النتيجة ؟

قطعاً لا . لأن المحور المقاوم اليوم قد أربك المحتل ، ووصل الى العمق الصهيوني في فلسطين المحتلة ، وأخذ بتغيير المعادلات الردعية العسكرية في جبهات اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ،  وهذا أغاض أمريكا وحلفائها كثيرا . ما نراه اليوم من كيد شيطاني أستكباري ضد العراق وأرباك المشهد السياسي بالألتفاف على قرار البرلمان العراقي القاضي بأخراج المحتل الإمريكي ، هو السيناريو الأكثر خطورة على البلدين العراقي والإيراني . أن أفشال مخطط التطبيع بين العراق والكيان الصهيوني ، وبروز الحشد الشعبي والفصائل المقاومة كقوة عقائدية ، أربك المخطط الصهيوني كثيراً ، وجعلها تعيد كثير من الحسابات الخاصة بالعراق وأيران .

تبقى كلام ،  لمن يتشدق بالنفوذ الأيراني في العراق ، نقول وبكل بساطة أن العراق محتل من قبل الجيش الإمريكي ، لا الإيراني . نعم التعاون العراقي والإيراني قائم بأعتبار هناك ملفات أقتصادية ضخمة بين البلدين ، والطاقة أهم هذه الملفات التي حاول ويحاول المحتلة الإمريكي عدم تقديمها للشعب العراقي كورقة ضغط على القوى السياسية التي أندك بعضهم في تلك الإجندة الامريكية وأصبح أداة من أدواتها . لا وجود لجيش أيراني في العراق ، لكن هناك قواعد عسكرية أمريكية على طول الجغرافيا العراقية وعلينا النظر  بعينين لا بعين واحدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك