المقالات

المرجعيات العراقية في السعودية

2441 2021-08-08

 

ماجد الشويلي ||

 

أثار حضور عدد من رجال الدين العراقيين لما إطلق عليه (مؤتمر المرجعيات العراقية) في الرياض موجه من الاستهجان والاستغراب والإعتراضات المبنية على معطيات ووقائع وحقائق تجعل من هذه الخطوة أمراً يكتنفه التوجس وتغمره الريبة.

وبعيداً عن الخوض في تسويغات وتبريرات من حضر وفيما إذا كانوا قد ذهبوا للسعودية بإذن أو أمر من المرجعية العليا أم لا.

وكذلك  بعيداً عما إذا كانوا على علم بإنهم ليسوا مراجع وأن صفة المرجع في العرف الشيعي تختلف تماما عما يصطلح عليه عند أهل السنة ام لا .

بعيداً عن ذلك كله أورد  هنا جملة من الملاحظات التي قد تستحق المراجعة

أولاً:- أن مصطلح (المرجعيات العراقية) يراد منه فصل المسار الشيعي العراقي عن بقية المسارات الشيعية الأخرى في العالم.

وهو المشروع الذي وضعت بريطانيا لبناته الأولى منذ أن ثار شيعة العراق العرب بناء على فتوى مرجع إيراني لنصرة دولة تركية سنية في (ثورة العشرين) بغية تمزيق كلمتهم والاستفراد بهم كلٌ على حدا

وهي تعمل على إحيائه أي بريطانيا بين فترة وأخرى . وبما أنها اليوم في طور العودة لادارة ملف الشرق الأوسط بتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل وفي بواكير تدشين مشروع الإبراهيمية الجديدة فإن هذا المؤتمر يأتي في سياق التحضيرات اللازمة له.

ثانياً:- إن من حقنا كعراقيين أن نسأل ماذا جنينا من وثيقة مكة المكرمة غير حصد الآلاف من أرواح أبنائنا الأبرياء بناءً على فتاوى شيوخ البلاط الملكي

وهل يمكن لهذا المؤتمر أن يكون أفضل حالاً من مؤتمر وثيقة مكة الذي باركته المرجعية الدينية العليا بنفسها

ووجه فيه سماحة السيد السيستاني رسالة للدكتور اكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكد  فيها

((على انه لا يوجد في العراق صراع طائفي بين ابنائه من الشيعة والسنة، بل توجد أزمة سياسية ))

ثالثاً:-  إن من حقنا أن نسأل أيضاً مابال رجال الدين الشيعة غالبا مايحضرون مثل هذه المؤتمرات التي تقام في السعودية ولانرى مشايخ السعودية في النجف الاشرف أو كربلاء المقدسة ؟!

رابعاً:-  إن حضور مثل هذه المؤتمرات يؤيد ضمناً أن الشيعة طرف في الفتنة الطائفية التي اختلقها آل سعود في حين لم يكن لهم من ذنب إلا أنهم أغلبية في هذا البلد والنظام الديمقراطي يقتضي أن يكونوا في صدارة الحكم ورغم أنهم ألزموا أنفسهم بالمحاصصة لكنها لم تشفع لهم بحقن دمائهم

خامساً:- أنا على يقين من أن آل سعود يعلمون علم اليقين أعضاء الوفد هم ليسوا مراجع الشيعة وما أنا متأكد منه كذلك أن خطوتهم هذه ليست للاعلام فحسب وإنما تأتي في سياق الدبلماسية الروحية (جزء من مشروع ابراهام) والذي تم التركيز فيه على بيوتات المراجع وأبنائهم

سادساً:- لقد استمع القاصي والداني لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يقول لا يمكن لنا أن نتفاهم مع الإيرانيين وهم يؤمنون (بالمهدي) عج  فكيف تفاهموا مع العراقيين وهم يؤمنون بعقيدة  المهدي عج ذاتها

سابعاً:-  إن توقيت هذا المؤتمر يشي بل ويكشف بكل وضوح أن السعودية لاتقيم وزناً للعراق ولا لشيعته فما أن بدأت في حواراتها مع إيران حتى دعت لعقد هذا المؤتمر وكأنها تريد القول من أنكم تبع لإيران وماعليكم إلا أن تمتثلوا لمخرجات الحوار  آنف الذكر

ثامناً:-البعض يزعم من ان إيران حثت العراقيين على حضور هذا المؤتمر أو أنها لم تجد فيه ضيراً عليها وعلى العراق والحقيقة لو صح هذا المنحى فإنه يؤكد النظرة الذيلية لشيعة العراق لإيران عند البعض .

وهو امر مضر بالجميع أيما ضرر.

تاسعاً:- إن هذا المؤتمر يعفي السعودية من وجوب الإعتذار للشعب العراقي ولشيعته على وجه الخصوص من الجرائم التي ارتكبتها بحقهم

عاشراً:-  كان ينبغي أن يكون هناك بيان صريح صادر بمرسوم ملكي يرغم مشايخ الوهابية على سحب فتاواهم بتكفير الشيعة

وإلا فإن مشايخ الإرهاب لم يكفوا عن تلك الدعوات التحريضية والتكفيرية أبداً

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد حسن ابو وارث
2021-08-09
احسنت استاذ ابو احمد ماذا جنينا من ال سعود غير التكفير وفتاوى القتل والارهاب والدمار وخير دليل على ذلك خمسة الاف ارهابي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك