الشيخ محمد الربيعي ||
▪️[ أمّا بَعْدُ، فَإنّي لا أعْلَمُ أصْحاباً أوْفَى وَلا خَيْراً مِنْ أصْحابي، وَ لا أهْلَ بَيْتٍ أبَرَّ ولا أوْصَلَ مِنْ أهْلِ بَيْتِي ، فَجَزاكُمْ اللهُ عَنِّي خَيْراً ، ألا وَإنِّي لأظُنُّ أنَّهُ آخِرُ يَوْمٍ لَنا مِنْ هَؤُلاءِ ، ألا وَإنِّي قَدْ أذِنْتُ لَكُمْ ، فَانْطَلِقُوا جَميعاً في حِلٍّ لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنِّي ذمامٌ ، هذا الليل قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوه جَمَلاً ]
▪️هذا النص الوارد من الامام المعصوم عضو منظمة الأسوة الحسنة الحسين بن علي ( ع ) ، في يوم الطف ، و لا مجال و لا نقاش ان القول حقيقي الوجود لا مجاز فيه ، و يعتبر امرا اداري إلهي اتجاه من صدر الامر بحقه ، و يكون ساري المفعول بكافة الخصائص و الامتيازات .
▪️ان الوارد في كل الابحاث المطروحة ، بخصوص اصحاب الامام الحسين ( رضوان الله تعالى عليهم ) ، ان المدح الذي صدر من الامام الحسين ( ع ) ، اتجاه من كان معه في (ساحة المعركة حصرا ) ، و كان ذلك الصدور المبارك معلل لسببين :
▪️ الاول : تضحيتهم .
▪️الثاني صفاتهم الطيبة .
و لكننا لنا راي اخر في القضية ، او لنقول قراءة لنص من جانب اخر .
▪️ ان الراي الذي نتبناه :
ان قول الامام بمدح اصحابه بانهم خير الاصحاب ليس كما ذكر فحسب ، من تضحياتهم و صفاتهم ، وانما هي خصوصية لامامة الامام الحسين ( ع ) ، بمعنى ان كلا من ناصر الامام الحسين ( ع ) ، و نصره و ووقف لجانه يكون خيرا من غيره .
▪️و هذا ليس باعتبار ان منزلة خير الاصحاب ناتجة من عظمة الموقف الصادر ، و ان ذات الموقف كان مستحق تلك المنزلة ، بل باعتبار ان فعله كان صادرا بأتجاه الامام الحسين ( ع ) و ذلك داخل في دائرة خصائص إمامة الامام الحسين ( ع ) ، فكان بذلك مستحق تلك المنزلة .
▪️ و الا واقعا عبر التاريخ هناك من انصار الامام علي ( ع ) و الامام الحسن ( ع ) ، ولم يحصلوا على هذه المنزلة ابدا ، ولكن نال هذه المنزلة فقط عندما اكمل مسيرة نصرة الحق و التحق بنصرة الامام الحسين ( ع ) ، اذن ان اصحابي خير الاصحاب تعتبر لإمام الحسين ( ع ) ، خاصة به وكرامة له ، دون الائمة البقية و كان البيان من كلمة الامام الحسين ( ع ) امرين :
▪️الاول : بيان احد الخصائص المتعلقة بأمامته .
▪️ الثاني : بيان الخير لمن دخل ضمن دائرة تلك الخصائص .
▪️ ان الامام الحسين ( ع ) ، كانت له من الخصائص خاصة به دون الائمة الاخرين ( ع ) ، حتى ان النصوص الواردة بينة هذه الحقيقة ، و سجلت لنا و اوضحت عدة خصائص خاصة بالامام الحسين ( ع ) ، فكان ( ع ) ، ابا الائمة ، و الشفاء بتربته ، و سيد الشهداء ، و بركات زيارته التي تفوق غيره من الائمة الاخرين ( ع ) ، و نحن نظيف : ▪️خير الصحبة معه .
▪️و اكدت الشواهد النبوية ان كل الائمة ( ع ) سفن النجاة و لكن سفينة الامام الحسين ( ع ) اسرع .
محل الشاهد :
▪️بل نحن ننظر ايضا ان مقولة اصحابي خير الاصحاب لم تكن مقيدة الزمان و المكان ، و هي شمولية الى ما بعد الطف ، فلا يوجد قيد ملزم و مقيد ذلك الفضل ، بواقعة الطف ، و خصوصا ان عرفنا بالبحث ان زمن انطلاق الكلام كان قبل المعركة ، اذن لم يقيد خير الصحبة بالشهادة بل قيد خير الصحبة بالموقف الطيب المناصر للحق المتمثل بطريق محمد وال محمد ( ع ) .
▪️ وعليه يكون كل من وقف اتجاه طريق الامام الحسين ( ع ) في ذلك الزمان و هذا الزمان ، موقف المناصر و يكون مشمول بالصحبة و النصر .
▪️و هناك نص يثبت ذلك نترك التعرض له في مناسبات اخرى .
محل الشاهد :
▪️يا ايها الناس .. يا ايها المؤمنين .. يا ايها العراقيين ان معركة الطف لم تنتهي وان نصرة الامام الحسين ( ع ) لم تنقضي ، و ان معركة الحق مع الباطل ، سارية وان طريق محمد واله واضح وان طريق اعداء هذا الطريق هم ايضا اليوم اصبحوا من الواضح عداءهم للحق واهله .
▪️وعليكم ان تحددوا انتم مع من ؟ مع من دافع على شرف النساء ، و حرمة الوطن ، و دافع عن العقيدة و دين الحق و مناصريه ؟ ام أنكم تنصروا اعداء طريق الحق ، الذين يعتبروا ان طريق محمد واله العدو الدود !!! .
▪️هل تنصر من ينصر نهج امريكا و اسرائيل ، ام تنصر من ينصر الدين واهل الدين ؟
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و اهله
https://telegram.me/buratha