عدنان جواد ||
تنوي بغداد عقد قمة اقليمية، تجمع فيها رؤوساء دول مهمين بالمنطقة، وجهت الدعوات للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، وولي العهد السعودي، وبشار الاسد، والسيسي، واوردغان، والتاريخ في نهاية الشهر الحالي، والهدف جمع هذه الدول العربية مع دول الجوار في ميثاق او إعلان يجمعهم، للتخلص من التوتر بين هذه الدول، والسعي إلى إعادة سوريا إلى الحضن العربي، والتكامل الاقتصادي فالاستثمار لا ينجح بدون ظروف هادىة، وعلاقات متوازنة ومستقرة بين الدول، خصوصاً وأن سوريا والعراق دولتان مدمرتان وتحتاجان إلى رؤوس أموال وشركات عملاقة لاعمارها، وبدون الاتفاقيات السياسية بين الدول يصعب تحقق العمل والبناء.
إن ما يزيد من فرص نجاح هذه القمة، الانسحاب التدريجي الأمريكي من العراق، والسريع المستعجل من افغانستان بعد الاتفاق مع طالبان، والقناعة التي تولدت لدى دول الخليج وخاصة السعودية والامارات، بعد حكم ترامب الذي وضح بالقول أنه لا يحمي حليفة بدون مقابل، وبعد أن شاهدت كيف تترك الولايات المتحدة الأمريكية حليفها بسهولة وتتركه فريسة سهلة للاخرين، كما فعلت مع ابن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، واليوم تتخلى عن اصدقائها في أفغانستان، تلك القناعة تستدعي إقامة علاقات داىمة مع الدول القوية في الجوار بدل عداءها، والاستقواء بصديق يتركك وقت الضيق، أو التطبيع مع اسرائيل وهو أمر مرفوض شعبيا ويثير الحرج للحكومات، ولا يمكن ازالة ايران أو تركيا من الخارطة الجغرافية والتاريخ، وعجزت تلك الدول بصرف الأموال وادخال المتطرفين، من تغيير منهج تلك الدول وارادات شعوبها، او تغيير قياداتها، إضافة إلى ارادة دولية متمثلة بالاتحاد الاوربي وروسيا والصين، وعلى الصعيد العربي فاغلب تلك الدول مجرد أدوات وليس حلفاء بمعنى الحليف، وأن اسرائيل وأمريكا لا يمكن أن تخوضا حرباً نيابة عن احد، والحرب على العراق عندما احتل الكويت لم يكن من أجل الكويت فقط وهي أخذت ما رادت اخذه، و لتنفيذ مخطط مرسوم.
وفي المقابل هناك رغبة ايرانية في إقامة أفضل العلاقات مع جيرانها ولاسيما السعودية، وقد اشار بوضوح الرئيس الايراني في برنامجة الانتخابي، بأنه سوف يقيم علاقات وثيقة مع دول الجوار، ودائما ما تتحدث عنه القيادة في ايران أن امن الخليج لا تحمية الاساطيل العسكرية، وانما الاقتصاد والمنافع المتبادلة بين الدول.
ولا شك أن لمصر تأثير كبير بكبر حجمها العربي، فحضورها مهم وخاصة بالضغط على الدول العربية لعودة سوريا والمساهمة في اعمارها.
لكن كيف يتم اقناع تركيا ومالذي سوف تحصل عليه، فهي لايمكن أن تقبل بعودة سوريا لسابق عهدها، واستعادة مصر لدورها في المنطقة، لذلك يتطلب جهد عراقي كبير لاقناع المترددين، ويبدو أن توجهات واشنطن لتبريد المنطقة والتوجه لمناطق أخرى في العالم ستساهم في نجاح القمة.
وفي النهاية على أصدقاء واشنطن في الداخل العراقي، الاهتمام بوطنهم ففيه تاريخهم ومصير ابنائهم، وأن الدول تبحث عن مصالحها ولا يمكن أن تضحي من أجل صديق أو حليف أو عميل، وافغانستان آخر مثال.
https://telegram.me/buratha