المقالات

السلاح ذو الحد الواحد

1102 2021-08-16

  حمزة مصطفى ||   لم يكن مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء قاسيا إنسانا أو حاكما, لكن من "حرقة قلبه" وقلوبنا معه واجه قاتل الشهيد  عبير الخفاجي مدير بلدية كربلاء قائلا له "انت مجرم". لا أحد يعرف كم كانت ذاكرة القاتل تنزف في تلك اللحظات طبقا للوصف  المذهل الذي عبر عنه الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي "من يوقف النزيف  من ذاكرة المحكوم بالإعدام قبل الشنق". لم يشنق قاتل عبير بعد, لكن كل المؤشرات تدل إنه في طريقه ليس الى الشنق فقط بل أن يكون التنفيذ في مكان وقوع الجريمة. لحظات قاسية على الجميع كانت تلك التي شاهدها العالم والقاتل يشهر سلاحه ذو الحد الواحد ليوجهه صوب موظف يقوم  بعمله الطبيعي في بلد لايراد لأحد أن يؤدي فيه عمله طبقا للقانون. ولحظات مرعبة على القاتل وهو يسمع  "ترس إذنه" مفردة   أنت "مجرم" يصوبها نحوه رئيس الوزراء. صحيح أن  ذاكرته كانت تنزف لحظتها لكن ربما طرق له نزيف "صفح" بشأن مدلول مفردة "مجرم"  كونها الأكثر قسوة بين مفردات اللغة.  لكن لماذا هذا الذي حصل؟ لأننا مهووسون بالسلاح من "قالوا بلى". حين نريد الإتيان بمثل نلجأ الى السلاح قائلين .. هذا سلاح ذو حدين. وحين نريد إطلاق وصف على أحد بلغ من  الكبر عتيا نقول "عمر تفكة". وحين نريد المفاضلة بين السلاح وبين أي شئ آخر حتى لو كان أعز  الناس نقول له "بيع أمك وإشري البارودة". وحين جاء أبنها ملفوفا براية العشيرة في ثورة العشرين قبل علم الدولة المختلف عليه منذ مائة عام قالت أم الشهيد "إبني المضغته البارود مفطوم على سركيها". أشهد أن هذا موقف بطولي عظيم جرى التعبير عنه ببيت شعر يهز قارئه وسامعه من الأعماق لكن في النهاية القاسم المشترك هو البندقية أي السلاح.  لحظة مشاهدتي القاتل أمام رئيس الوزراء في مشهد سيبقى عالقا في ذهن أطفال أطفاله  على مدى عقود إن لم أقل قرون قادمة تساءلت مع نفسي .. لو لم يكن هذا الرجل يحمل سلاحا ماذا كان يحصل؟ أقصى ماكان يمكن حصوله هو "عركة" بالأيدي سرعان مايتدخل فيها طبابو الخير وتفض بأية طريقة غير القاتل والمقتول. لكن هذه هي مصيبة السلاح حين يكون .. ذا حد واحد. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك