المقالات

الامام الحسين..معلما للانسانية !!


 

سعد جاسم الكعبي ||

 

لاازيد الامام الحسين«ع» شيئا ولا اضيف له فضيلة بل انا من اتشرف وازداد فضيلة بذكر نزرا يسيرا من فضائل هذا الرمز الانساني الكبير.

ولا احسبني اذكر جديدا حينما اكتب عن شجاعة من صار مقياسا للشجاعة ورباطة الجأش وقوة التحمل ونبل الموقف ،فشجاعة الحسين الشهيد استنفذتها كتابات الكتاب والعاشقين للحرية ونقلها « باقل مما يوصف» ارباب المقاتل وطلاب نهلوا من فيض بحور هذا الشهيد العظيم.

لكني بهذه الاسطر القليلة استحضر شيئا من انسانية هذا الصرح الذي مازال ينبع منذ اكثر من الف سنة بمواقف عجز التاريخ ومن يؤرخه عن استلهامها.

الامام الحسين«ع» وهو متوجه للعراق وصله نبأ استشهاد أبن عمه وسفيره مسلم بن عقيل ،توقف في الطريق وخطب جمع غفير ممن يتبعونه وهم اكثر من الف رجل اخبرهم بالحقيقة وانهم مقبلين على امر غير محمود العواقب وخيرهم بين المضي معه او التراجع عن نصرته ،فما كان ممن تبعه من اجل مطامع دنيوية الا الانسحاب،فلو كان يبحث عن المنصب لصمت ،لكنه اثر السلامة لهذا النفر على خداعهم ولم يبق معه الى بضعة وسبعون رجلا هم الصفوة ممن جسدوا ملحمة ينحني التاريخ لها في كل عام.

موقفا انساني اخر حينما اعطى الماء لمن حاصروه من اتباع الحر الرياحي قبل ان يجد طريق الحق ، ولم يستخدم العطش سلاحا مع أناس فقدوا كل معاني الانسانية والنبل.

ومن مواقفه الانسانية التي ينحني لها التاريخ وضعه خده الشريف على خد النصراني وهب بعد سقوطه شهيدا بمعركة الطف ولم يانف منه ولم يقل انا ابن رسول الله وهو نصراني!!

و قمة إنسانيته تجسدت عندما اغرورقت عيان بالدموع لما شاهد جيش ابن سعد امامه فقالوا له اانت خائف منهم يابن من علم العرب والاسلام معنى الشجاعة بالقتال ،فرد عليهم لا والله بل ابكي لان هذا الجمع سيكون مصيرهم جهنم لقتلهم اياي وهتكهم حرمتي!!.

اي روح واي اخلاق واي سمو يحمله هذا الرجل امام ثلة من المجرمين القتلة.

ولعل اخر الموقف التي اذكرها، وليست الاخيرة في حياه هذا الجبل الاشم قيامه بالطلب من اهل بيته باحراق «خرج» كيس فيه رسائل من حاربوه يبايعونه ويرغبون بمجيئه للثورة على سلطان الجور الاموي وقد بلغت نحو18الف كتاب ،والسبب حتى لايعثر عليه زبانية ابن مرجانه ويقتلون من راسلوه،وجلهم ممن حاربوه وقتلوا اولاده واصحابه.

هذه انسانية ابي الأحرار الحسين وهذه روحه التي تسمو على الحقد وتخشى على حياة تلك الوحوش الانسانية التي نزعت الرحمة من قلوبهم.

فلك مني سلاما يا سيدي يا معلم الانسانية معنى الانسان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك