غدير التميمي ||
من الشخصيات العظيمة التي شاركت في واقعة الطف الأليمة القاسم بن الإمام الحسن (عليه السلام) ، هذا الشاب الذي لم يبلغ الحلم عاش مع أبيه الإمام الحسن عليه السلام ثلاث سنوات وعاش مع عمه الإمام الحسين عليه السلام عشرة سنوات ، وقد أخذ من أخلاق أبيه وعمه عليهما السلام وهم سادة شباب أهل الجنة فضائل الأخلاق والصفات الحميدة من علم وحكمة وشجاعة وكرم وإباء ، حتى أصبحت هذه الشخصية على صغر عمرها مصقولة بالعلم والإيمان والأخلاق الحميدة ويظهر ذلك جلياً من كلماته وأفعاله ومواقفه في يوم عاشوراء ، فهو الذي بادر عمه الإمام الحسين (عليه السلام) بالسؤال في موقف ترتعد منه الأبطال ألأشاوس عندما أخبر الإمام الحسين عليه السلام باستشهاد أصحابه وأخوته وأبناء عمومته من بني هاشم في هذا الموقف الخطير والمرعب يبادر شاب لم يبلغ الحلم (13 سنة) هل أنا أستشهد معهم ؟؟؟ فقال له الامام الحسين كيف ترى الموت؟ فرد على عمه بقوله : احلى من العسل.. أي شجاعة وبطولة يمتلكها هذا الفتى الهاشمي ربيب الإمامة والنبوة وسليل سادة شباب أهل الجنة وهذه الكلمات لم تخرج كرد فعل أمام الآخرين أو عفوية لا يعرف معناها بل قالها وهو المُفَكِر في كل كلمة خرجت من فاه : سأل السؤال وأنتظر الجواب بتلهف وترقب وعندما سمع الجواب من عمه الإمام الحسين عليه السلام حتى الطفل الرضيع سوف يقتل ويصلون الى الخيام ، عندها جاء التعجب أيصلون للخيام ؟؟
نلاحظ القاسم عليه السلام أكد على شيئين هما الدفاع عن الإمامة والتضحية في سبيلها حتى الاستشهاد والغيرة على النساء ، وهذا المثال الأروع لشباب كل الأزمنة وخصوصاً زماننا في الاقتداء بهذا الفتى المحمدي الفاطمي العلوي الذي يدور تفكيره في طاعة إمامه وحمايته من جميع الأعداء والغيرة على النساء والعرض والشرف.
وقد أجمع المؤرخون على صولة القاسم ومشاركته الفاعلة في ثورة كربلاء ، عن أبي مخنف عن سليمان بن ابي رشيد عن حميد بن مسلم قال : خرج إلينا غلام كأن وجهه شِقة قمر ..ومن العلامات الملفتة للنظر والعقل هو وقوف القاسم عليه السلام للقيام بتصليح شسع نعله مباشرة بعد انقطاعه على الرغم من المعركة ولكنه كره أن يفعل المكروه لأن المشي بنعل واحد من المكروهات قال الإمام ابو عبد الله (عليه السلام)( لا تمش في حذاء واحد ، قلت ولم ؟ قال : لأنه إن أصابك مسّ من الشيطان لم يكد يفارقك إلا ما شاء الله )، أي في هذا الظرف الخطر الذي نتيجته الموت لم يعمل المكروه سليل النبوة والإمامة فأي علم يحمل واي فقه يحيط ، فإذا كان فعل المكروه لم يفكر في فعله أتكون العصمة عليه بعيدة ؟؟؟ فليفكر أهل العقول الراجحة في الفعل العظيم ، وأما شجاعته فيضرب بها المثل على الرغم من هذا العمر الصغير و قاتل جيش قد نُزع منهم جميع القيم الإنسانية والسماوية ولا يعرف هذا الجيش إلا الإجرام وهتك الحرمات والتلذذ بالموبقات ولهذا قتلوا شاباً لم يبلغ الحلم قد اعطى ظهره لجيش العدو ولا يبالي به من أجل أن لا يخطوا خطوات فيها كراهة
فهذه من اخلاق الطاهرين عليهم افضل الصلوات ..
https://telegram.me/buratha