د عائد الهلالي ||
يقول الامام علي في وصيته لابنه الامام الحسن عليهم السلام حول الحضارات ودورها في صناعة المستقبل للبشرية جمعاء ،وقد ذكر هذه الوصية العلامة محمد مهدي شمس الدين رحمه الله في كتابة حركة التاريخ السياسي للامام علي ويقول.( اي بني، اني وان لم اكن عمرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في اعمالهم، وفكرت في اخبارهم ، وسرت في اثارهم، حتى عدت كأحدهم ،بل كأني بما انتهى الى من امورهم ،قد عمرت مع اولهم الى اخرهم ،فعرفت صفو ذلك من كدره ،ونفعه من ضرره) .ثم يتخذ الامام ع بعد ذلك العراق عاصمة لدولته!!!!
والسؤال الذي يفرض نفسه. هل ان عملية اختيار العراق عاصمة للدولة الاسلامية من قبل علي بن ابي طالب كان بسبب قربها من الكويت ام ماذا.؟
كما وقد تحدث العالم الامريكي من الاصول الاوكرانية صاموئيل كريمر ، واللقب بأبي السومريات عن عظمة الحضارة السومرية. وكيفية تمت معرفته بها ،ومن الذي ساهم في تعزيز العلاقة بينه وبين حضارات وادي الرافدين. لقد جذبت الحضارات المتعاقبة على هذه البقعة من العالم اغلب العلماء والفلاسفة والمهتمين في حركة التاريخ السياسي والاجتماعي . وكان كريمر احد الذين ساهموا بشكل كبير جدا في تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئه من خلال قراءته الدقيقة لحضارات العراق السومرية والبابلية والاشورية. لا بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما وصم حضارات العراق السابقة بأنها (جدت) الحضارات العالمية. وعلى البشرية ان تدين لها بالشكر والعرفان . كيف لا وهم صناع الحرف الأول، والقانون الاول ، وهم صناع العجلة . اما الفيلسوف الفرنسي والطبيب غوستاف لوبون المتوفي سنة ١٩٣١ قد سبق كريمر في انصاف حضارات العراق في كتابة بابل واشور. بل ذهب إلى أبعد من ذلك قائلا ان الحضارة اليونانية هي امتداد للحضارات التي نشات على ارض وادي الرافدين . لكن هذه الحضارات لم تصمد بوجه الموجات الغازية لاسباب عديدة . منها ان هذه الحضارات قد انشغلت في بناء الدولة المدنية اكثر من تفكيرها ببناء الدول العسكرية ، والبوليسية . فكان تعرض العراق للعديد من هذه الهجمات قد أتت على الاخضر واليابس ، ولكن و بعد كل هجمة ينهض من الرماد كطائر الفينيق ، ويستعيد عافيته ليقوم بدوره المعهود . وبعد الاحتلال الامريكي للعراق عام٢٠٠٣ والمخاضات العديدة التي مر بها يحاول ان يستعيد عافيته. لكننا اليوم وللاسف الشديد نقف متسائلين عن الاسباب التي دعت الشعب العراقي، والاحزاب السياسية، وممثليه وقادته السياسيين حول الية اختيار شخص لايفقه شيء عن تاريخ بلده ليكون في اعلى سلم السلطه ، ولم تكن له اي تجربة سياسية سابقة فنراه متخبطا في قراراته، وحتى في تصريحاته ،وتصرفاته. ان عملية الاختيار لم تكن موفقه بأي شكل من الأشكال وما هذه السقطات والاخفاقات المتكررة الا نتاج سؤ عملية الاختيار، فيحاول ان يظهر نفسه كبطل قومي مستغلا جميع المناسبات . ان تصريحاته المسيئة للعراق قد تكررت في مناسبة، ومن غير مناسبة. فبدل من ان يثني على هيئة الحشد الشعبي ودورها الكبير في تحقيق الانتصار على داعش نجده يكيل الشكر والامتنان للامريكان ،والإمارات ، واليوم يخرج علينا بتصريح لا يخرج حتى من شخص تحت تأثير اقوى المخدرات من ان تأريخ العراق قد قدم من الكويت . تصريح غير مسؤول ، وغير موفق . اما عملية ازالت التجاوزات فنحن مع كل الجهود التي تحاول اعادة الهيبة للدولة . لا ان تتجاوز الدولة على الفقراء والمعدمين دون ان تجد لهم الحل . ماذا يريد رئيس الوزراء بهذا الامر .
امران لا ثالث لهم .
١- خلق الفوضى وادخال البلاد في دائرة العنف والتظاهرات.
٢- تأجيل الانتخابات والذهاب الى حكومة طواري..
نطالب من جاء بنعثلا ان يقتل مشروعه قبل فوات الأوان.
عراق علي بن ابي طالب ع لن تنطلي عليه الاعيب معاوية وابن العاص .