المقالات

طوعة درس عجز الرجال عن تقديمه...

1211 2021-09-01

  أمل هاني  الياسري ||   نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/15!   (مالنا والدخول بين السلاطين)،عبارة أطلقتها بعض نساء الكوفة الجاهلات، اللواتي سحبنَ أزواجهنَّ من واجهة قصر الإمارة، خوفاً من بطش بن زياد عليه اللعنة، ولم يقفوا موقفاً مشرفاً مع هانئ بن عروة، ومسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين(عليه السلام)، حيث تخلوا عنهما، وكأنهما مع شخص سيفد الكوفة طلباً للمنصب، وأي منصب يرجوه سبط النبي المختار، وابن المرتضى الكرار(صلواته تعالى عليهما وعلى آله)؟! لكن إمرأة عظيمة وموقف أعظم، وفقته السيدة الكوفية طوعة بنت عبد الله بن محمد الكندي. السيدة طوعة مولاة الأشعث بن قيس الكندي، أعتقها أُسيد الحضرمي وهما من المبغضين لآل البيت، وقد تزوجت من أُسيد وأنجبت له بلالاً، وطلبت الطلاق مراراً من زوجها، لكنه رفض فصبرت على عيشته التعيسة، وعندما وشى الإبن خبرها في إيواء مسلم بن عقيل، لسلطانه الخبيث بن زياد سألها:مالذي دعاكِ الى إيواء مسلماً هذا؟ فأجابته:كيف لا آوي إبن عم الرسول، وقد جعلهم الله أوتاد الأرض؟فرد عليها :إن هؤلاء خوارج فردته بقوة:هؤلاء أئمة الدين، والخارجي هو أنتَ وأبوكَ!  طوعة إحدى نساء ما قبل الطف بأيام، قدمت درساً جهادياً عجز الرجال عن تقديمه، في الدفاع عن الدين والعقيدة، ومواجهة الباطل والطغيان الأموي، وقد بقيت حجة بليغة على النساء والرجال، حين آوت مسلماً وحرسته من أزلام الطاغية يزيد، وباتت أكثر مروءة ونبلاً وشهامة من زوجها وإبنها الضالينِ، عندما إستقبلت سفير الإمام الحسين (عليه السلام)، المطارد المظلوم وسقته الماء، حيث طلب النجدة قائلاً: أمَةَ الله مالي في مصركم هذا، لاأهل ولا عشيرة وقد كذبني أهله وغرّوني!  ذاكرة الطف زاخرة بالنساء المجاهدات الخالدات، وهنَّ بحق مفخرة التأريخ، فقد نهلنَ من منبع الإمامة، وعاصرت السيدة طوعة زمن عدالة الإمام علي(عليه السلام)مع أهل الكوفة، وشهدت بمظلومية البيت العلوي، وأحقية خلافة الإمام الحسن (عليه السلام)، ومواجهة حكم معاوية الفاسد، الى أن جاء وقت كربلاء، فإستعدت له بتسجيل موقف مشرف، ولم تخف في الله لومة لائم، حين حرست مسلم بن عقيل من كيد الأعداء، ودافعت عنه حياً وميتاً، فكانت نِعم المرأة المجاهدة الموالية، فلنِعم عقبى الدار.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك