المقالات

رملة: إحبيسهِ أُخيةُ، فواللهِ لا أفارقُ عَمّي!

1360 2021-09-03

 

أمل هاني الياسري ||

 

·        نساء عاصرنَ الأئمة وعشن أبداً/17

 

حالة مدهشة من الشموخ، والقوة، والتماسك، والعنفوان، وغيرها من معاني الإباء، كانت واضحة تماماً على نساء البيت العلوي، رغم فقدان الأحبة، ورحيل فلذات الأكباد، فالجميع متوجه نحو الرأس المرتل للقرآن، لأنه أُس القضية وأساسها، نعم كلهم فداء للإمام الحسين عليه السلام(ثأر الله وإبن ثأره)، فكانت ثنائية الدم المنتصر، والدمع المنتثر رفيقا لرحلة السبي الأليمة، والتي أفشلت المخطط الأموي، بفضل نسوة خلُدنَ في ذاكرة الطف، ورسمنَ لوحة للصبر والتضحية، وهذه رملة أم القاسم بن الحسن إحداهنَّ.

قد تعيش الأم حالة إنكسار كبيرة، عندما يرحل ولدها عن الحياة، ولكن أن يكون شهيداً بين يدي الحسين (عليه السلام) فهذا شيء مختلف، بعد أن حمل وصية والده الأمام الحسن (عليه السلام)، ليفي بنذره دفاعاً عن عمه، بعدما نادى الحوراء:إحبسيهِ ياأُخية، لكنه إمتنع إمتناعاً شديداً وظل مردداً:إني أرى الموت أحلى من العسل، والله لا أفارق عمي الحسين حتى أموت دونه، والسيدة رملة أم القاسم تقف موقفاً مشرفاً صابرة محتسبة؛ لأنها تدرك أن الشاب سيُسقى شربة ماء، لا يظمئ بعدها أبداً.

لقد عاشت هذه السيدة عمرها الشريف، بين كنف البيت العلوي، فهي زوجة الإمام الحسن (عليه السلام)، وعايشت محنته وأعدت ولدها القاسم ليوم عاشوراء، فأعطته لامة حربه ودفعت بوصية والده، لنصرة عمه في يوم كربلاء، فتشرف بالشهادة حفظاً للدين والعقيدة، فما قدمه الفتى الحسني، يدفع بأمه صوب طلب المجد، خاصة وأنه كان على أعتاب زواج قريب، من سكينة بنت عمه الحسين، لكن السفر الى كربلاء كان أمراً مفعولاً، فبُعداً لقوم قتلوك، خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك.

لم تستطع السيدة زينب (عليها السلام)، حبس إبن أخيها القاسم وأفلت منها، وبارز العدو كالليث الغضبان دفاعاً عن دين جده، (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، ذلك أنه تعلم فن المبارزة من عمه العباس (عليه السلام)، وأبن عمه علي الأكبر، لذا كان شوقه للشهادة، كشوق والدته لإتمام زفافه، وقلبها المضطرب يعلن رحيل النور القاسمي، وهي تقف بباب الخيمة مدهوشة ولم تجزع، لأنها تدرك أن إشارة النصر الكربلائي، تحلق فوق أسنة الرماح، وقضية ولدها العريس ستبقى خالدة.

أم القاسم رملة أي سيدة هي؟ وأي درس تعلمنا؟ وقد قدمت فلذة كبدها فداء للحسين وقضيته، وما يجب أن تفعله أية إمرأة أرملة، والذي من المفترض أن تتهيأ لأيام زفافه القريبة، لكنها بشجاعة الهاشميات العلويات، زفت إبنها البار مع موكب شهداء الطف، ليكون في عليين مع الشهداء والصالحين، في قدم صدق عند مليك مقتدر، فمشروع رملة بتقديم قربان للعدالة، متمثل بإبنها بالشاب العريس، تحول الى سيل شبابي هادر، لبى نداء المرجعية للدفاع عن الأرض والعرض.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك