المقالات

الزهراء: ما يبكيك يا رسول الله؟!

2691 2021-09-12

  أمل هاني الياسري ||   نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبد/25   بكى رسول الرحمة (صلواته تعالى عليه وعلى آله) فقالوا له: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: إشتقتُ لأحبابي! فقالوا: أولسنا أحبابك؟! فأجابهم:(لا أنتم أصحابي، أما أحبابي فهم قوم يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويقيمون عزاء ولدي الحسين ويخلدون مصيبته)، ومن هناك تظهر إمرأة حورية ترتدي السواد، تستقبل العزاء وتجلس قرب الباب، لتحيي ذكرى إبنها الغريب العطشان، وهي تنادي إبنتها الحوراء: زينب هذا حسين بالعراء، صريع في كربلاء! نعم إنها السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام).  (قلوب الناس معك وأسيافهم عليك)، هذا هو رد الفرزدق، حين سأله الإمام الحسين (عليه السلام) في مسيرته صوب كربلاء، وقد قطع الطريق عليه قائلاً: الى أين يا إبن رسول الله؟ عندها سأله الإمام(عليه السلام): أخبرني عن الناس خلفك؟ والحقيقة أن ما أمر يسعد فاطمة (عليها السلام)، إلا زيارة ولدها الحسين(عليه السلام) في مقدمته، حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام):(ما من نبي إلا وزار كربلاء ووقف عليها: وقال:(إنكِ لبقعة كثيرة الخير فيكِ يدفن السبط الأنور والقمر الأزهر).  السيدة فاطمة الزهراء كان عندها خبر أرض نينوى، وكانت دائمة البكاء على وليدها، خاصة وأنها تدرك جيداً أن الأمة، من بعد المصطفى والمرتضى(عليهما السلام) ستوّلي أمرها مَنْ لا يستحق، وقد إختار البارئ عز وجل كربلاء، لتكون منطلقاً للإباء والمقاومة ورفض الطغيان، مع شعورها بأن رأس عزيزها الحسين (عليه السلام)، سينتج أمة حرة لا تعرف الخنوع، وتلك هي التزكية والتطهير، اللذين منحا لأهل بيت النبوة، ليكونوا بهذا المقدار من العطاء والبذل، حفاظاً على هوية الإسلام الحقيقي.   حروف كربلاء ننطقها بشموخ وكبرياء، وغيرنا يفهمها بخبث ودهاء، والسبب واضح جداً، وهو أن هذه الملحمة تقلب موازين الطغاة، الذين في طغيانهم يعمهون، ويخافون طريق الأحرار المعبد بالدماء، فكيف بنساء الطف وقد قدمنَ دروساً تعجز الرجال عن تقديمها، رغم أن بعضهن لم يحضرنَ الواقعة، وفي مقدمتهنَّ بضعة النبي المختار، أم السبطين البتول(عليها السلام)،وقد أدت دورها لتحيا فيه خالدة الى الأبد، فهي المرأة الأولى التي تعزى بمصرع ولدها، أفيوجد سبب أقوى لبكاء الرسول وبضعته، غير طف كربلاء؟!  الزهراء محور قضية أهل البيت(عليهم السلام)، لأنها إمتداد طبيعي للنبي محمد(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، فكيف وقد قال المصطفى في سبطه:(حسين مني وأنا من حسين، أحب الله مَنْ أحب حسيناً)، لذا عاشت السيدة الطاهرة واقعة الطف، بما قبلها وما بعدها، فلقد حضرت عند الرأس الخضيب، والجسد السليب، والخد التريب، فتنعى مصرعه وتنظر وهي بالملأ الأعلى، فنادت: وا محمداه، وا أبتاه، وا نبياه، وا أبا قاسماه، واعلياه، واجعفراه، وحمزتاه، وا حسناه، فما يبكيك بعدُ يا رسول الله؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك