المقالات

علي بابا والأربعون لصاً..!


 

ماهر ضياء محيي الدين ||

 

من منا لا يعرف قصص الف ليلة وليلة، وما اجمل قصصها بكل ما تحمل من حكمة وعبرة، لتبقى خالدة في اذهان الكثيرين منذ ذلك الزمان حتى يومنا هذا الذي نعيش فيه قصص من نوع اخر، ومختلف جدا عن تلك القصص الرائعة.

هل هم مختلفون؟

مع  قرب اجراء الانتخابات النيابية تبدا كالعادة التنافس الانتخابي بين المرشحين، ليبدا كل مرشح بطرح برنامجه الانتخابي بما يحتوى من تفاصيل تتناسب مع حاجة الناس، ووعود بتنفيذها في حالة فوزها بعد حصوله على الاصوات الكافية، لكي يفوز في الانتخابات، ويصبح عضوا في مجلس النواب هذا من جانب .

جانب اخر في التنافس الانتخابي هو محاولة اقصاء او ابعاد الاخرين في العملية الانتخابية، وهو امر طبيعي جدا في كل بلدان العالم المتقدمة، والتي تعيش في ديمقراطية حرة ونزيهة في نفس الوقت، لكي يتمكن من حصد اعلى الاصوات، مقابل خسارة او فشل الاخرين في كسب المزيد من الاصوات  بطرق شتى ومختلفة، الاهم الفوز له وخسارة الاخرين .

على ما يبدو  او ما هو معروف لما تقدم هذه الممارسة الطبيعية في كل الدول الاخرى، لكن في بلدي تكون الصورة مختلفة تماما نعم تجري الانتخابات، ويكون هناك تنافس انتخابي، وبرامج تطرح، ووعود تطلق منهم في اصلاح او تغيير وضع  مرير ومعقد للغاية، لكن الواقع مرآة حقيقية لما جرى ويجرى بمعنى اخر وادق واقصر الوضع لا يبشر بالخير مطلق في ظل معطيات كثيرة .

لكي لا نخرج من صلب الوضع نعود الى جواب سؤلنا يحاول البعض بان يصور للعامة بان  فوز في الانتخابات القادمة، ستكون مفتاح الذي سيغلق ابواب الدمار والفشل، ويفتح ابواب الفرج والحل لبلد يعيش النكبة بعد الاخرى، ويرسم خارطة طريق نجاة البلد واهله  على رمال متحركة في يوم تشتد بيه العواصف السوداء، والامطار الغزيرة،  وان فوز الاخرين سيجعل البلد في وضع اشد واصعب من السابق بكثير, وفي حالة عدم فوزه ستدخل البلد في ازمات وحسابات اخرى نحن في غنى عنها في وقتنا الحاضر، وقد تصل الامور الى المواجهة المباشرة بين ابناء المكون الواحد، وما يخشاها الكل من تهديد البعض بتصعيد المواقف، والاستعانة بالأوراق اخرى ليس اي علاقة في التنافس الانتخابية  في حالة خسارته، وفوز العدو اللدود لهم.

خلاصة الحديث الكل مشترك في ادارة الدولة ومؤسساتها، وتقاسم غنائهم الوفيرة (علي بابا والأربعون لصاً)، والكل مشترك ايضا في دمار وقتل اهل البلد، ومسالة الاختلاف او المواجهة هي مجرد زوبعة في فنجان ستنتهي بمجرد تقاسم  الكعكة (التوافق، والمحاصصة)، ويرد من ورائها تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية بحتة، واجراء الانتخابات هي مجرد مسالة دعائية لا اكثر ولا اقل، يرد منها بعث رسائل اخرى للدول العالم، والمجاورة والاقليمية بالذات، بدليل بلد يعيش في حالة لا يحسد من قتل فلذات اكباد، ودمار وخرب في ربوع مؤسسات ومصانع ومعامل بلد الخيرات والثروات الطبيعية الهائلة، والتغيير والاصلاح الحقيقي بحاجة الى ارادة وطنية حقيقية، وبمشاركة الجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك