المقالات

رقية.. زوجة سفير الحسين(عليه السلام)

2484 2021-09-22

 

أمل هاني الياسري ||

 

نساء عاصرن الأئمة وعشنَ أبداً/35

 

أُرسلت بيده الآف الرسائل، لنصرة الإمام الحسين (عليه السلام)، ضد المنافقين الذين أرادوا الإنحراف بالدين، عن خطه المحمدي الأصيل، إنه سفير الحسين، مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليهما السلام)، قربان الشهادة الذي سبق كربلاء بمآسيها والآمها، بعد أن أصبح وحيداً في شوارع الكوفة، وقد تكالبت عليه الهموم، بلا أهل ولا عشيرة، فإستشهد (رضوانه تعالى عليه) على يد الطاغية زياد بن أبيه عليه اللعنة، وترك مع إبن عمه الحسين (عليه السلام)، عائلته التي رافقت البيت الهاشمي، في الطريق الى كربلاء.

 قدَم الإمام الحسين (عليه السلام) العزاء لأخته رقية الكبرى، ومسح على رؤوس أولادها، وعظّم لهم الآجر بإستشهاد وليهم مسلماً (عليه السلام)، بعد أن طالته يد الغدر والخيانة الأموية البغيضة، فما كان من زوجته السيدة رقية الكبرى بنت علي بن أبي طالب، إلا أن تقدم أولادها فداء لأخيها سبط النبي (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، الذي جعله البارئ عز وجل ثأره وإبن ثأره، فمَنْ تكون هذه السيدة العظيمة، ليخلدها سجل الطف الكربلائي، مع ذكر كبير لبنيها وبناتها؟!

السيدة رقية بنت علي بن أبي طالب، أمها أم حبيبة الصهباء، بنت عباد بن ربيعة التغلبية، من سبي اليمامة، ورد ذكرها عند الشيخ الطبرسي، في تاج المواليد (إعلام الورى بأعلام الهدى)، وكان خالد بن الوليد قد سباها ظلماً، بغارته على آل مالك بن نويرة، فأخرجها علي (عليه السلام) من الأسر وهي مسلمة، بأن إشتراها وتزوجها فأنجبت له توأماً، (رقية الكبرى وعمر)، وقد تزوجت رقية من مسلم بن عقيل، التي ولدت له (عبد الله وعاتكة)، اللذين إستشهدا بين يدي الحسين في كربلاء.

عاصرت السيدة رقية الكبرى، حياة والدها الإمام علي، وأخويها السبطان الحسن والحسين، وعلي بن الحسين (عليهم السلام)، وورد فضلها في كتاب الأربعين، في فضائل الإمام أمير المؤمنين، لجمال الدين المحدث، حيث قال: (كانت من أتقى نساء عصرها، وتمتلك علماً ومنطقاً، وقد عاشت محنة الطف، ورحلة السبي من كربلاء الى الشام، وفجعت بمشهد مقتل إبنها، على يد يزيد بن الرقاد الجهني، فقالت: اللهم أقتلهم كما قتلونا)، لكنها تركت مصارع الأحبة، على رمضاء كربلاء صابرة محتسبة، فإلتحقت بركب السبايا.  

ما يثير العنفوان والشموخ، عند الحديث عن هذه السيدة العظيمة، أنها دفعت بزوجها وأولادها، الى نيل شرف الشهادة في كربلاء، فتتجلى عظمة المواقف الكبيرة، في سبيل الهدف الأكبر، فأدت دوراً رسالياً مكملاً لدور زوجها، شهيد الكوفة مسلم بن عقيل، كما سطر ولداها: (عبدالله ذو الست عشرة سنة، وعاتكة ذات السبع سنوات)، النموذج الشبابي والطفولي المذبوح في الغاضرية، لذلك مشاركة النساء في واقعة الطف، إنما هي بعين الباريء عز وجل، لبيان دورهنَّ بهذا القيام الإلهي الملحمي المقدس.

سلام على رقية الكبرى، وأم كلثوم، والرباب، وليلى، وسلام على عقيلة الطالبين الحوراء زينب(عليهن السلام)، فلقد كان صمتهنَّ في مسيرة السبي، أعظم وأبلغ من كل كلام، فهذا الصمت المقدس عِلم صعب جداً، مقارنة بعلم الكلام، وليس من السهل تفسيره؛ لأنه لغة العظماء لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، فوثقنا أن شرفنا هو الإسلام، وأن الحرية والكرامة لا تتحقق إلا بالدماء الزاكيات،( والذي ابتكر الفاصلة، كان يريدنا أن نأخذ نفساً عميقاً؛ لندرك عظمتهنَّ) فلنا فيهنَّ أسوة حسنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك