المقالات

المعادلة العراقية..


 

ماهر ضياء محيي الدين ||

 

عملية الجمع في علم الرضيات تعنى الإضافة أو الزيادة  ، ولو أضفنا رقم إلى ارقام أخرى حاصل جمعهما يعطي رقمان ، لكن في عنوان كلامنا يختلف الوضع تماما ، فهل المشكلة في عملية  الجمع , إما في  معادلتنا الرياضية في العراق لها حسابات أخرى؟.

الكثير منا يحلم بحياة كريمة ومستقبل واعد للأجيال القادمة,  وبقينا نتأمل التغير سنوات طويلة  رغم معاناة لا يمكن وصفها ، حقبة زمنية لا تنسى ، نظام بعثي  صدامي مجرمة بمعنى الكلمة ،  وتنطوي صفحة سوداء في تاريخ العراق المعاصر ،ليكون حلمنا بالتغير قابل للتحقق ، وتبدأ صفحة جديدة من حكم  الأحزاب  ، وسط أحلام وتأملات بحياة مترفة للجميع ، لكن ما حدث جعلنا نعيد حساباتنا جيدا ، ونتحسر على الماضي ونتخوف من القادم  المخيف، ونهاية هذا النفاق المظلوم الذي نسير بيه ماذا ستكون يا ترى ؟ . وحلم العيش الكريم تحول إلى كابوس .

سبعة عشر سنة مرت علينا ننتظر بصيص من الأمل في التغيير والإصلاح  مع كل دورة انتخابية ، وقبل الانتخابات الأخيرة وبعدها ، ووعود من قادتنا في الإصلاح لا تعد ولا تحصى ، لكنها سرعان ما تتغير الأقوال بحجج وادعاءات كثيرة حسب كل مقتضيات كل مرحلة ، وبعدها نعود إلى نقطة الصفر ونحلم بحلم التغيير والإصلاح .

في كل انتخابات نسمع شعارات مغايرة عن السابقة ، تارة المصالحة الوطنية ، تارة أخرى المصلحة الوطنية ،  اليوم الفضاء الوطني ،  والتي تستخدمها الأحزاب الحاكمة كورقة رابحة تستفيد منها من اجل بقائها في السلطة والنفوذ ، ولعل شعاراتهم القادمة المساحة الوطنية أو غيرها من الشعارات الرنانة التي لا جدوى منها .

الصدمات أو الصدمة التي نعيشها في كل الانتخابات ، ففي الانتخابات الأولى الورقة الطائفية  لعبت دور بارز في تلك الحقبة الزمنية ، وفي الأخيرة  اتهامات التزوير والتلاعب بالأصوات الناخبين ، لتكون الاعتراضات عليها من الكل ، والتهديد والوعيد بان انعكاساتها ستجر البلد إلى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس ، ليعش الشارع القلق والتخوف من القادم ، ويرضى بأي حال مهما كان ، وهي ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة بالنسبة لهم , يجعلونا الخيارات محدودة جدا  لنا، لنقبل بخياراتهم المفروضة علينا رغم تعارضها مع تطلعاتنا المشروعة .

تحالفاتنا عابرة للتخندق الطائفي، من الشمعة إلى وقتنا الحاضر الشيعية في تحالف واحد  وبدليل تحالف البعض مع الاخر ، والكرد بنفس تحالفهم ، والسنة  صورة لا تختلف عن وضع الشيعة مطلقا, لتكون الصورة النهائية للتحالفات صورة طبقا الأصل منذ الانتخابات 2005 إلى 2018 ، مجرد تغير عناوين وأسماء لتحالفاتهم .

 مشاريعهم إلاصلاحية القادمة ستكون شاملة وجذرية لواقع البلد ، لتنهي خمسة ماضية وتكون أربعة سنوات قادمة ، والبلد وأهلة نحو الأسوأ والأسوأ ، والواقع العراقي اليوم خير شاهد ودليل على تردي وضعنا بكافة الجوانب وفي مقدمتها الجانب الأمني .

حكومات الكفاءات الوطنية ( التكنو قراط)  هي القادمة ، لتحل مشاكلنا العقيمة الناتجة عن سياسات الحكومات الفاشلة السابقة ، والكفاءات الوطنية الحقيقة إما أقصيت إما هجرت أو اغتالتها الأيادي الخبيثة ، ومن نشهد تولي كفاءة عراقية لأي منصب منذ عقود خلت ، ومن تولى اما تم ترشيحه عن طريق الأحزاب ،أو بقية يعمل تحت عن الضغط من قبلهم ، ومن يتوقع إعطاء الكفاءات دور في المرحلة المقبلة فهي أضغاث الأحلام .

كما قألنا في بداية حديثنا إن عملية الجمع تعنى الإضافة أو الزيادة ، لكن في بلدي معادلتنا  الرياضية  لا تبقى التغير والزيادة  ثابتة دون تغير حقيقي وواقعي للأمور ، الحال نفس الحال  لتبقى نتيجتها واحدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك