حسن كريم الراصد ||
كان هنالك بدوي لا يعلم من الحياة الا ما عايشه ونشأ معه . فالحياة عنده عبارة عن اغنامه وخيامه وعياله وجماله لم يخرج من حدود الصحراء ولا يظن ان في الارض شيء غير الواحات والجمال والعشب والرمال ..
وفي احد الليالي استيقظ على صوت سقوط شيء وارتطامه بالارض بقوة فخرج وزوجته ليستطلعوا ما يحدث ليجدوا شيء عظيم لم يروه في حياتهم ولم يسمعوا بمثله .
كان عبارة عن مركبة فضائية مسيرة حدث فيها خلل فني اعاقها من اكمال مسيرها وتجوالها في عمق السماء بين الكواكب والاجرام وكانت متزودة بتقنية تعدل اثمانها مليون بعير ومليون شاة !! فسقطت قرب خيمة البدوي البسيط فاحتار وزوجته بماهية هذا الشيء العظيم الذي يحوي اجهزة وشاشات ومحركات لا يدركوا ماهي وما قيمتها ومن اتت وكيف سقطت ..
وعندما سالت زوجته عنها ظل محتارا بما يجيب ولكنه قال واثقا : لا اعلم ماهذه التي لا هي بالناقة ولا بالبعير ولكن لا يهمنا ماهي مادامت تصلح كبيت للخلاء نقضي فيها حاجتنا وهذا افضل ما يصلح له هذا الشيء .. انتهى . انظروا ماذا يحدث عندما يجهل المرء قيمة ما بيديه ؟؟ انه يسيء استخدامه ويستخف به ويهين قدره ..
وكذلك عندما تجد البعض المتخلف الذي لا يدرك ما حبانا الله به من تشريف يرفع قدرنا بين الامم ونفاخر به سكان هذا الكوكب وما تحسدنا عليه الشعوب وما تتمناه عندها الامم ' واقصد هنا البعض من المستخفين المتذاكين بزيارة الاربعين والذين يفتشون في نفايات هذه الملايين الزاحفة نحو اعلى قمم الثورة والصمود والتضحية انهم كذلك البدوي المتخلف الذي لم يرى في مركبة فضائية كانت تمخر عباب السماء الا بيت خلاء . .
ولو ان هذه المركبة وقعت بايدي من يعلم قيمتها لغيرت مجرى حياته وكذلك للاربعين اهلها الذين يدركون قدرها ويخفى على المتفيقهين ذلك القدر ..
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha