الشيخ محمد الربيعي ||
لقد قال الامام الحسين (ع) ، إنّي خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي،
و لم يقول : أخرج لأدعوهم إلى الصلاة أو الصيام أو الحج ، فهم يقومون بكلّ ذلك لانهم اتخذوا من دين شعارات لطغيانه و ظلمهم و شرهم ، و لكن لأجعلهم أمّة العدل التي تتبنى الحاكم العادل لا الجائر ، و الّتي تركّز السلطة على أساس الشرعية و لا تسير وراء اللاشرعية ، و تنفتح على قضايا الحرية و العزّة و الكرامة ، لتكون كما أرادها الله [ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ].
نعم ذلك الامام الحسين ( ع ) ، أبى أن يعيش إلاّ عزيزاً ، و انطلق (ع) ليؤكِّد للجميع و لكلّ الأجيال ، أنّه رفض اللاشرعية ، و رفض الظّلم و الانحراف عن سنّة رسول الله(ص) ، لتسير الأمّة بسيرته ، و لتحمل شعاراته ، لتجعل في كلِّ مرحلة من المراحل عاشوراء جديدة من أجل الرّسالة ، و كربلاء جديدة من أجل الحرية .
و لذلك ، أيُّها الأحبة.....
عندما تمرّ بنا ذكرى الامام الحسين(ع) باي مناسبة كانت ولادة او استشهاد او زيارة ، فإنّ علينا أن نعرف كيف نحتفل بها ، لأنّ الامام الحسين (ع) انطلق من أجل رسالة جدّه ، و من أجل الإصلاح في أمّة جده ، ونحن نعيش في الواقع الإسلامي كلّه الفساد و الإفساد ، و نعيش الحكم الجائر و الظالم الفاقد للشرعية في العديد من البلدان التي الا اسلامية بسياستها و دعمها الى قوى الاستكبار و الاحتلال و على راسهم الشيطان الاكبر اسرائيل ، و نعيش الحكام الذين نصّبهم المستكبرون في العالم من أجل أن يحرسوا مصالحهم .
إنّ ما نعيشه الآن هو ما عاشه الإمام الحسين (ع) في الواقع الإسلامي ، فما عمل على تغييره وإصلاحه ، هو ممّا ينبغي أن نعمل على تغييره و إصلاحه .
لذلك ، ينبغي أن يكون اهتمامنا نحن شيعة الحسين (ع) ، و أنصاره المخلصين له ، كيف نحمل رسالته في عملية الإصلاح ، و أن لا نتحرك بما يتحرّك به البعض من خلال التقاليد المتخلّفة ، فالامام الحسين ( ع ) لا يريد منا شعارات فقط و شعائر هو يستفيد منها بل يريد افعال و شعائر تكون نتاجها هو اصلاح الفرد و المجتمع ، يريد شعارات و شعائر نتاجها عدم القبول بالظلم ، عدم القبول في تقبل المصالحة مع دول الاستكبار اسرائيل على حساب دم الابرياء من المسلمبن و هدم الدين .
لقد ثار الإمام الحسين (ع) من أجل إسقاط يزيد ، فلنثُر من أجل إسقاط كل مخططات دول الاستكبار و الصهيونية ، و إسقاط كلّ الذين يسيرون معهم و يخضعون لهم ، فالقضيّة هي نفسها ، وإن اختلف الزّمن و الأشخاص .
لذلك ، علينا كأمّة إسلامية ، وخصوصاً الّذين يقولون إنّهم يخلصون للإمام الحسين (ع) ، أن نرتفع إلى مستوى القضيّة التي ضحَّى الإمام الحسين (ع) من أجلها .
علينا أن نمنع الذين يقتلون الأطفال في فلسطين ، وأن نرفض بأيدينا و نفوسنا و كلّ عقولنا الّذين قتلوا عبدالله الرضيع ، و الّذين يقتلون كلّ الطفولة البريئة .
إنّنا نريد أن نجعل من أمّتنا أمّةً تنطلق في طريق الحقّ ، و بهذا نخلص للإمام الحسين (ع) ، ونرتفع إلى الأفق الذي ارتفع إليه الحسين (ع) ، وإلاّ كنا كما قال(ع): [ إنَّ الناس عبيد الدّنيا ، و الدين لعقٌ على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا محصِّوا بالبلاء قلّ الديّانون ].
السّلام على الحسين ، و على عليّ بن الحسين ، وعلى أصحاب الحسين .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه