نعيم الهاشمي الخفاجي ||
أين ماوجد الفكر الوهابي وجدت القاعدة وأخواتها ومشتقاتها، لذلك محاربة تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد انتصار طالبان حاضنة القاعدة وداعش بات من المستحيل، فعلى الطرف الأمريكي المهزوم أمام هؤلاء الارهابيين التعايش مع هؤلاء أسوة بتعايش شخص مصاب بمرض خبيث.
بل حتى نواب أمريكيون قالوا إن مكافحة القاعدة في أفغانستان أصبحت شبه مستحيلة، بينما أكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها ستمنع تجدد ظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان عبر ضربات جوية، لكن الواقع على الأرض يقول أن ذلك سيكون شبه مستحيل بسبب جغرافية البلد، من أفغانستان تم التخطيط لهجمات 11 سبتمبر أيلول، وعند الانسحاب شدد الرئيس الأميركي على أن الولايات المتحدة لن تسمح بعودة القاعدة، بيانات البنتاغون تؤكد باستمرار بقدرة أمريكا على تنفيذ عمليات ضد المتطرفين عبر ضربات جوية بطائرات تنطلق من قاعدة أميركية أو حاملة طائرات متمركزة في المنطقة.
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت تصريح الى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الكونغرس، الأربعاء، إن هذا النوع من العمليات «صعب لكنه ممكن بالتأكيد»، وأضاف أن «المعلومات الاستخباراتية التي تخولها تأتي من مصادر مختلفة، وليس فقط من القوات الموجودة على الأرض»، في الشهر الماضي تم توجيه ضربة جوية في أفغانستان لهدف قيل انه لتنظيم القاعدة لكن تبين الهدف كان أطفال ونساء،
رفض لويد أوستن الإفصاح عن المزيد علنا، ووعد أعضاء المجلس بشرح استراتيجيته في جلسات مغلقة، لكن الكثير من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والخبراء يشككون في فاعلية الضربات الجوية من خارج البلاد بالنظر إلى أن أفغانستان بلد غير ساحلي ويبعد آلاف الأميال عن أقرب قاعدة أميركية.
بعد انتصار طالبان انعكس هذا الانتصار ايجابيا على كل أتباع الوهابية بكل مسمياتهم ولاحظنا ذلك من خلال فرح الشعب السعودي في انتصار طالبان واعتبروا ذلك انتصار إلى السنة في اعتبار طالبان نموذج حكم إسلامي سني ناجح، مضاف لذلك لايمكن الوصول إلى أفغانستان جويا دون المرور في الأجواء الجوية الإيرانية والباكستانية وإذا كانت باكستان تقبل في تحليق الطيران الأمريكي في أجوائها فإن إيران ترفض خرق أجوائها، لذلك قصف أفغانستان جويا لا يمكن أن يتحقق مضاف لذلك بعد أفغانستان عن حاملات الطائرات الأمريكية ربما تصل المسافة ما بين حاملات الطائرات في المحيط و الأراضي الأفغانية مسافات تصل الى ٢٠٠٠كم هذه المسافات تحتاج إلى التزود بالوقود أثناء الطيران.
محاربة التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا يعود الفضل بها للقوات الحكومية العراقية والسورية، بفضل قوات الجيش العراقي من الجيش والحشد تم هزيمة داعش، وبفضل الشيعة في سوريا تم أضعاف التنظيمات الإرهابية لكن للأسف طيران تحالف امريكا كان ولازال يستهدف القوات الامنية العراقية والسورية التي تقاتل في الصف الأول لمواجهة داعش والقاعدة ومشتقاته من التنظيمات الوهابية التكفيرية.
الفضل بالعراق وسوريا يعود للبيئة الرافضة لداعش في مناطق الشيعة والأكراد والمسيح، في غزو أفغانستان وطرد نظام طالبان عام ٢٠٠١ كانت لدى الولايات المتحدة قواعد عسكرية في العديد من الدول المجاورة إلى أفغانستان مثل أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، أما اليوم لم يعد أمريكا أي وجود عسكري في دول آسيا الوسطى التي تعتبرها موسكو منطقة نفوذ لها.
لولا صراعات أمريكا مع روسيا وايران وباكستان لما انتصرت طالبان في حربها ضد أمريكا.
اختراق الأجواء الجوية الأفغانية عامل مساعد يزيد قوة طالبان والتنظيمات الإرهابية بل حركة طالبان الديمقراطية اتهمت واشنطن الثلاثاء الماضي بانتهاك القانون الدولي الذي تؤمن به طالبان الديمقراطية وذلك بتحليق طائرات مسيرة فوق أفغانستان، وحذرت في بيان من أن هذه الانتهاكات يجب تصحيحها ومنعها.
تنظيمات القاعدة ومشتقاته ينتشر أينما وجدت الوهابية والمال السعودي السخي ما زال ليومنا هذا ينشر الوهابية، في افريقيا التنظيمات الإرهابية الوهابية سيطرت على مناطق شاسعة من أراضي دول الساحل والصحراء، بل فرنسا سحبت الكثير من قواتها من جمهورية مالي الافريقية وهذا الانسحاب هو نصر لتنظيم القاعدة وداعش في القارة الافريقية.
انتصار طالبان ومشتقاته من القاعدة وداعش وبوكو حرام كان نتيجة طبيعية بسبب حروب أمريكا مع روسيا والصين، كان يفترض تعاون أمريكا مع روسيا والصين وايران وباكستان على محاربة التنظيمات الإرهابية وإيجاد حلول وتعاون ما بين امريكا وروسيا والصين وإيران والكف عن إشعال الحروب في سوريا واليمن.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/10/2021