حمزة مصطفى ||
عند الإعلان عن إجراء إنتخابات مبكرة كجزء من متطلبات حراك تشرين برزت أمام الأحزاب والكتل السياسية الممثلة في مجلس النواب والحكومة مشكلة حل البرلمان وتحويل الحكومة الى تصريف أمور يومية. في الإنتخابات الدورية كل أربع سنوات هناك سياقات طبيعية حددها الدستور منها حل البرلمان قبل نهاية الدورة البرلمانية بشهرين فتتحول الحكومة الى تصريف الأعمال اليومية, ويصدر رئيس الجمهورية مرسوما يعلن فيه إجراء الإنتخابات في غضون 60 يوما.
الإنتخابات الأربع الماضية جرت طبقا لهذه الآلية الدستورية. لكن بعد الإنتفاضة الجماهيرية في تشرين الأول عام 2019 وماترتب عليها من نتائج ومعطيات تم الإتفاق بعد إقالة الحكومة السابقة (حكومة عادل عبد المهدي) على تشكيل حكومة إنتقالية (حكومة مصطفى الكاظمي) مهمتها إجراء إنتخابات مبكرة طبقا للإرادة الجماهيرية مثلما أعلنت الكتل السياسية. ليس هذا فقط, فإن الكتل السياسية أعلنت إنها سوف تغير قانون الإنتخابات طبقا للإرادة الجماهيرية فتم تشريع القانون الحالي (أبو الدوائر المتعددة والفوز بأعلى الأصوات). وكجزء من كرم الطبقة السياسية المعهود وكهدية العدد للحراك الجماهيري أعلنت إنها سوف تذهب بعيدا في الإستجابة للحراك الجماهيري وذلك بتغيير قانون المفوضية, بل والإتيان بمفوضية جديدة بالكامل.
كل هذا جرى وإن كان من طرف واحد فإن الحراك الجماهيري بقي مصرا على مواقفه حيال الطبقة السياسية وهو عدم الإعتراف بأي مخرجات تصدر عنها أيا كانت. الطبقة السياسية مضت في مسعاها حكومة وبرلمانا في التحضير للإنتخابات المبكرة التي لم يشر اليها الدستور. وبما أن الطبقة السياسية تعاملت مع الحراك الجماهيري بكل هذا الكرم الحاتمي, فإنها إنقسمت على نفسها في كيفية تعاملها هي مع ماتفتخر به بوصفه إنجازا لها وهو موضوع الحل. حل البرلمان أولا لكي تتحول الحكومة بعد حله الى حكومة تصريف أمور يومية.
هنا سكبت كل العبرات وجر الجميع المزيد من الحسرات, وإنتهت كل الهمبلات وكل ماهو آت آت "على كولة" قس بن ساعدة الإيادي. بدل الهمبلات حلت التساؤلات .. من يقول إنه إذا حل البرلمان نفسه تحل الحكومة نفسها؟ عمي والعباس تحل نفسها.. ماهي الضمانات؟ المنطق يقول ذلك. سرعان ما يأتيك الجواب (ماكو هيج ركة تلعب شناو). لماذا؟ لأن الحكومة تريد أن تبقى؟ طيب الستم خير من ركب المطايا .. (آسف هاي وين رحت آني ).. الستم أنتم من جاء بها؟ نعم. وصفقتم لها؟ نعم. وقرأتم الفاتحة لها؟ نعم. فما عدا ممابدا؟ لاتوجد ثقة. لماذا إذن الفاتحة والتصفيق؟ "جفيان شر ملا عليوي" من هو ملا عليوي؟ "خليها سكتة" همزين إسمي "مولفتة". ماذا تقترحون؟ نحل والحكومة تحل. يعني رجلنا على رجليها. متى؟ قبل الإنتخابات بثلاثة أيام فقط. نحل يوم 7 والحكومة تحل يوم 7 والإنتخابات يوم 10. لماذا الثقة مفقودة الى هذا الحد.. إسأل بلاسخارت.