منهل عبد الأمير المرشدي ||
اصبع على الجرح .
اقف اليوم مبتهلا بدمع قلب نازف في ذكرى شهادة خير الأنام محمدا صلى الله عليه وآله والها الى رحاب المصطفى خاشعا من وحي الأسى الذي يعتصر الفؤاد ويندى له الجبين من حال خير امة كانت فسائت حتى غدت أسوأ الأمم .
في ذكرى استشهادك سيدي أبا الزهراء جئت ارثي أمة خابت واستخابت وتداعت وانزوت وتهاوت وتمزقت فرقا ومللا ومذاهب واحزاب وأسماء ومسميات ما انزل الله بها من سلطان. ماذا اقول لك سيدي يا رسول الله وكل ما اوصيت به خالفوه وكل ما عاهدتهم عليه نقضوه وليتهم خالفوا واكتفوا او نقضوا فتوقفوا بل تمادوا في الردة والإنقلاب والإصرار حتى لم يتبقى من الإسلام الحنيف الا عادات من وحي العبادات وطقوس من مزاج النفوس وعناد على عمل الضد لكل ما اوصيت به يا حبيبي يا محمد.
قلت لنا إن الكذاب عدو الله وها هم القوم يكذبون بعض على بعض ليل نهار.
أمة صار ديدنها الكذب وكلامها الكذب وحوارها الكذب وخطابها بل صار للكذب مؤسسات (ايمانية) يكذبون بها عليك وعلى الله وعلينا في الحديث والرواية وكل شيء حتى غدونا أمة الكذابين.
اوصيتنا يا رسول الله في النظافة وقلت لنا ان النظافة من الإيمان.
وقلت لنا تنظفوا فإن الإسلام نظيف وهنا نحن أقذر أمة في الأرض في شوارعنا وساحات مدننا وحدائقنا بل امتدت الوساخة الى نفوس ابناء الأمة وكأن الغالب الأعم بهم اصيبوا بداء القذارة.
ماذا اشكو اليك يا رسول الله . وقد اوصيتنا بما اوصانا به كتاب الله بالمودة في القربى واقرب الناس اليك من قلت انه منك وانت منه حبيبك الحسين يا سيدي قتلته أمتك واحتزت رأسه وقتلت أبناءه واخوته واصحابه وسبت عياله وحرمه.
وقبله يامولاي ماتت امه البضعة الطاهرة منك وهي غاضبة على القوم وانت الذي قلت من ارضاها فقد ارضى الله ومن اغضبها اغضبه .
ومثل الإمام الحسين كان الإمام الحسن وبعده ابناء الحسين إمام تلو امام قتلوهم ابناء أمتك ومن اسموا انفسهم خلفاء يا مولاي.
حذرتنا يا سيدي في كلام الله من المنافقين إذ قال رب الجلالة فيهم إذا جاءك المنافقون قالوا انك لرسول الله والله يعلم انك رسول والله يشهد ان المنافقين لكاذبون .
وها نحن في زمن النفاق والمنافقين . كبار وصغار ، راع ورعية ، مسؤول ومعية وحاكم ومحكوم وزعيم ومزعوم .
الكل منافقين بامتياز الا ما رحم ربي . والله وحقك يا رسول الله في ذكرى استشهادك يا سيد الكونين وخاتم الرسل ونبي الرحمة وحبيب الله ونور الأرض والسماء يا محمد صلى الله عليك وآلك . ماذا اقول لك في أمة خالفت شرعك حتى في الوضوء وتهاوت في مستنقع الرذيلة والرشوة والفساد والربا والحرام.
صار الحرام بديهة في حياة الأمة في الأكل والملبس والمنام والعمل والحديث والحوار . يتفاخرون في الحرام ويتسابقون على الحرام وقد شرعنوه بأسماء عديدة بين حيلة شرعية واضطرار واختيار والزام واجبار ..
خلاعة النساء امست مظهر من مظاهر الرقي والتطور . والرشوة خفة في اليد وشطارة والكذب تسليك للامور وعبادة الأشخاص طاعة للزعيم واخلاص للقائد أما الاذعان لعدو الله فتطبيع وسلام ومجاملة الباطل سياسة وتمشية للامور والجرأة في المحظور واللاحياء ثقافة وعولمة وخنوثة الرجال حرية شخصية وفساد الأبناء على الآباء تربية معاصرة وممارسة الفاحشة واباحة الخمور والفجور أمر معتاد في مجتمه متحضر.
نعم سيدي يا رسول الرحمة امسى كل شيء في أمتك ممكن ومتوقع ولا ترد ولا حياء ولا استحياء ولا حزن عليهم ولا هم يحزنون .
عذرا يا ايها المصطفى فانا محرج ذليل في حضرتكم وحروفي تقطر ندى الحياء في رسالتي اليك ومن انا سوى عبد يصارع في دنيا العبيد ذئاب غادرة ونفوس فاجرة ودنيا عاهرة وبحر من ظلام وليل سرمدي طويل ولم يبقى لنا ابا القاسم أملا في دنيا اليأس الا ما وعدتنا به ووعدك الحق في الأمل الموعود المهدي المنتظر الذي استكثرت عليه الأمة طول العمر فأختلفوا بين مولود وموعود ونسوا وتناسوا إن عمر نوح تجاوز الألف عام وإن العبد الصالح لازال حيا يرزق منذ الاف السنين وعيسى عليه السلام حيا يرزق في سماوات الله بانتظار وعد الحق وإنا لمنتظرون .
الصلاة والسلام عليك يا شفيعنا وسيدنا ومولانا وقائدنا يا رسول الله وعلى ألك الطيبين الطاهرين .
https://telegram.me/buratha