في كل موسم انتخابي تتأرجح الدولة العراقية ذات اليمين وذات الشمال البعض ينفخ بصور الحرب مذكيا الحالات المذهبية ،والطائفية لتحقيق مأربه الانتخابية ، والاخر يلبس ثوب الراعي ممتشقا مزماره عازفا لهم اجمل يحبون من مقطوعاته تلك التي تشبه الموسيقى الحزينة لسيارات توزيع الغاز على المنازل ليوهم الحملان الصغيرة بشرعيته الأبوية عليهم ناثرا وبشكل استثنائي محبته ،وعطفه ،وشيء من سالم ماله الخالص المدخر من تعب وكد السنين منطلقا من مبدأ ( القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود) واي يوم ذلك التي تصل فيه القلوب الحناجر . نعم انه موسم الانتخابات العراقية ومن خلاله الوصول إلى مغارة علي بابا . في هذا الموسم حيث يكثر فيه المداحين ،والطبالين ،ووعاظ السلاطين كما اسماهم عالم الاجتماع العراقي المرحوم الدكتور علي الوردي ،وحيث يدك يجب ان لاتبقى مغلوله الى عنقك .بدأ الساسة بالنزول مكتشفين جمال الشوارع، والحدائق ،والمتنزهات ، و التي تأكلت بفعل التقادم. يتفقدون الازقة يمسحون على رؤوس اليتامى، والمثكلات المثقلات بفقد احبتهن نتيجة المغامرات السابقة ،واللاحقة يطلقون شعاراتهم بالاصلاح والتغيير ،وعالم من اللازورد والبنفسجي بانتظارهم . في هذه الايام المباركة حيث يتنازل الساسة ويفتحون ابوابهم وخزائنهم امام الجماهير وبكل سخاء لحلحلة مشاكلهم وتوفير الخدمات لهم من تبليط او فرش طبقة سبيس للدروب والازقة المتهالكة ، او محولة كهربائية للحي الذي يقطنون فهذه طلبات الناس بعد ان يأس الجميع من اصلاح حقيقي كما كان منتظر في بلد يعتبر رقم صعب جدا في سوق الطاقة العالمي. لقد اعتاد المواطن وادرك بشكل لايقبل الشك ان مثل هذه المسرحيات الرخيصة يجب ان لا تمر واعتكف عدد كبير من شرائح المجتمع مقاطعين الانتخابات عام ٢٠١٨ لقناعتهم بان الذي يجري في العراق ماهو الا مساهمة منهم في ضياع البلد وتدميره بل ومساهمة منهم في تثبيت اركان الفساد الذي ضرب الدولة من كل الاتجاهات، حيث كانت نسبة المشاركة على ابعد التقديرات لاتتجاوز ال ٢٠% وما رافق العملية من تزوير كبير ،وكذلك حرق الصناديق وما الى ذلك. لكن في هذه المرة للمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف المتمثلة بالامام السيد السيستاني دام ظله وباقي المراجع حفظهم الله رأي آخر تماما حيث اعلنت وبدون اي مواربه بل ومايشبه الفتوى مذكرة بفتوى مواجهة داعش ٢٠١٤ بأن الاحجام عن المشاركة في هذه الانتخابات يعتبر بما معناه خروج عن الإجماع الشرعي، والوطني بل أعتبر الخروج للانتخابات تكليف شرعي، وبالتالي فقد أسقطت مرجعيتنا الموقرة وكعادتها رهانات الاخرين الذين بدوا يتحدثون عن تحجيم دورها في التصدي لكل من يريد بعراق علي والحسين(ع) السوء ان التحدى يجب ان يكون، بالعقل، والحكمة ،والحنكة . ان كرة الثلج بدأت بالنزول فعلا لكنس الفاسدين وان الدلائل على تغيير منتظر يلوح في الافق من خلال الجديه العاليه والامتثال لرأي المرجعية وتهافت المواطنين على استلام الهويات الخاصة بالاتتخابات كانت على مستوى عالي من المسؤولية واليوم شاهدنا عملية الاقتناع الخاص سار بشكل انسيابي وبأعداد كبيرة جدا، كما ان الاحزاب المشاركة بالعملية الانتخابية بدأت بحث جماهيرها على المشاركة الواسعة وفي ذات الوقت منددة ومحذرة من تسول له نفسه استخدام العنف والتزوير للحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد في مجلس النواب القادم فهذه دلائل تبشر وتؤشر على انها دلائل صحة ورسائل اطمئنان للجماهير المشاركة ان التغير قادم لا محال حتى وان كان بشكل محدود في هذه الدوره لكن القادم افضل انشاء الله.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha