احترام المُشرّف ||
هاهو ربيع شهر النور والبركات يطل علينا لتزدهر القلوب وترتوي الأرواح وتبتهج النفوس وتشرق الأرض وتتزين السماوات بذكر مولد خير من وطئ الثراء عليه وعلى آله الأطهار وصحابته المنتجبين الأخيار أفضل الصلوات والتحيات العاطرات،
وما إن يحل علينا شهر ربيع الأۆلْ وتأتي ذكرى مولد الحبيب حتى تتولى القلوب أخذ الأقلام وتبدا بالتغزل والتشوق والوصف لما يعتريها من نشوة السكر في حب حبيب القلوب، ولاترضى القلوب التي قد شغفها حب نبيها أن تصغي لشيء يخرجها مـِْن رياض الفردوس التي تدخلها بدخول شهر ميلاد الرسول
وما إن يأتي شهر ربيع الأۆلْ مِْن كل عام حتى تبتهج اليمن أرض الإيمان ومنبع الحكمة ومتجه نفس الرحمن، وكأنها قد فتحت لـٍهآ أبواب الجنان ولايثنيها عن الاحتفال والابتهاج بمولد نبيها حرب ولا عدوان، فاليمن برهن للعالم أجمع أن الحب إذا صدق فلن يكون هناك عائق يعيقك عن الابتهاج بحبيبك،
اليمن تكسوها الفرحة رغم الجراح وتبتهج البيوت المهدمة وتزهو فيه المقابر بشهدائها الأبرارالذين رفعوا راية الجهاد حتى لحقوا بنبيهم وليحتفلو به وفي حضرته الشريفة،
اليمن برهن للجميع أن الحب الصادق يكون معك وبين جوانحك لايختل ولا يتزعزع أكنت ممن يحملون مراكز قيادية وشهادات جامعية أو كنت ممن يحملون الفاس ويرعون الماشية،
أكنت من مترفي العيش أو من مـِْن قتر عليهم رزقهم. أكنت في جبهات القتال تحارب او في صالات الأعراس تحتفل أين كان وضعك فموعد ذكرى مولد النبي الكريم هو يوم عيدك وسعدك، وابتهاجك لأننا في اليمن قد رضعنا محبة النبي وآل بيت النبي والفرح بمولده مع حليب أمهاتنا وقد امتزج حبه في الاجساد والأرواح، وعلى من ينكر علينا أن يدخل قلوبنا ليرى مالايخطر علـى قلب مـِْن ران علـّى قلوبهم كيف أن قلوبنا لاتنبض إلا بحبه ولا تسكن لواعجها إلا بالصلاة والسلام عليه حتى يكفوا عن الإنكار والتبديع لنا فلن يجدو فينامـِْن يسمعهم أويصغى لقولهم،
فهم قد يجدوا من يرهف لهم السمع ممن لايعرفون ألاعيبهم ومكرهم إذا تكلموا في الحرب وفي المسيرة القرانية، قد يوجد من يتاثر بكلامهم،
أما في شأن حب الحبيب ومولد الحبيب فلن يجدوا مـِْن يلتفت إليهم ولن يعودوا من ولولتهم إلابالخسران فمعركتهم في محاربة الاحتفال بالمولد النبوي خاسرة، كماهي معركتهم العسكرية خاسرة
وها هو اليمن يعد العدة كما في كل عام للاحتفال والابتهاج بأعظم مناسبة عرفتها الأرض وبميلاد أشرف مخلوق مشى على الأرض، وكما قال رب العزة حيث خاطب المؤمنيين فقط في الامر بالصلاة والسلام على النبي بقوله:
( إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
من سورة الأحزاب- آية (56)
الله وملائكته والمؤمنين هم من يصلون على النبي وكذلك هو الاحتفال بميلاد النبي لن يتولاه إلا المصلون عليه،
( لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْـمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا )
من سورة الأحزاب- آية (24)
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون