ماهر ضياء محيي الدين ||
كل الأمم تعرضت إلى نكبات كبرى وخسائرها بلغت ملايين الضحايا من البشر ،مدنها دمرت عن بكرة أبيها.وأخرى فرضت عليها المعاهدات والاتفاقيات.وبعضها الحصار بمختلف أنواعه.لكنها نهضت من تحت ركام حربها.لتكون في مقدمة الدول العظمى.واقوى من سابق عهدها.قوة سياسية اقتصادية عسكرية يصعب مواجهتها ،ألمانيا اليابان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.وبالأخص الأخيرة من تغير نظام إلى حرب مدمرة لثمانية سنوات وحصار عالمي عليها ليومنا هذا.ومؤامرات لا تعد ولا تحصى. لتقف بوجهها ليومنا هذا (أمريكا وحلفائها )، وتفشل اغلب خططهم ومشاريعهم وتهدد مصالحهم في المنطقة ووجودهم العسكري .
ما وراء قوة هذا الشعوب ؟، وما هو سره عظمتها وقوتها؟.ولماذا تنهض أو نهضة بعد نكبات ونكبات ؟.وما هو سر بلد دجلة والفرات ؟ لماذا لا يستقر أو ينهض من جديد ؟ .
عوامل قوة كل شعب تختلف عن الثانية بطبيعة الحال.وبعضها مختلفة إلى سبعون ملة أو يزيدون فيما يخص الجانب الديني.بمعنى أخر لكل فرقة من هذا الأمة معتقدات وعادات تختلف عن الثانية .
ولو أخذنا الموضوع من زاوية أخرى.قوة وعظمة هذا الشعوب يرتبط التمسك بالجانب الديني. بمعنى تمسك الشخص بدينه يفرض عليه بعض الأمور وعليه إن يلتزم بيه.في عمله أو تعامله مع الآخرين أو حتى مع جيرانه.إطاعة واحترام القوانين.ليكون سره قوتها وعظمتها دينيا.مع العلم إن بعض الأمم لا تؤمن بالله أصلا.وتؤمن بغيرها وليس لها دين.لكنها بلادنا مستقرة بكافة النواحي.ومتعايشة مع البعض الأخر رغم الاختلافات الفكرية والديني والعقائدية.والاهم قوية ومتماسكة .
لو فرضنا المسالة تتعلق بالجانب الثقافي.لتكون قوتها نابعة من ثقافتها رغم اختلافها فهي تعيش وسط تيارات وحركات فكرية مختلفة ومتنوعة التوجهات.بين الماركسية والشيوعية والديمقراطية وغيرها.نجدها كأنها امة واحدة فكريا.ورفض التعدي على حقوقهم واعتقاداتهم وثقافتهم.وبدليل الكل يعيش بمجتمع واحد.ثقافة احترام الآخرين والتعايش السلمي.تقدم علمي وحضاري وثقافي .
وهل تتعلق المسالة بالجانب الثروات الطبيعية وخيراتها؟.واغلبها لا تمتلك نفط على أقل تقدير.وثرواتها محددة أو معدومة.وصناعتها في مستويات متدنية جدا.ولا تمتلك رؤوس أموال لتعمل بيه.ولا تستطيع الاقتراض من الخارج.لان مواردها غير كافية لتسديدها.فمن يريد يشاهد حالها اليوم.فتلك ألمانيا واليابان.أصبحت بلدان صناعية تجارية اقتصادية كبرى.وحتى إيران وضعها في مقدمة الدول العظمى .
إما بلدي وما أدرك ما بلدي. إذا قألنا دينيا فلبلدنا بلد الرسالات السماوية والأنبياء والرسل والصالحين.إما القضية تتعلق بالجانب الثقافي.العالم كله يعرف ويشهد له بلد الحضارات والثقافات والمعارف والعلماء من الأولين والآخرين.وما نملك من خيرات وثروات لا تعد ولا تحصى.ما لدينا من نفط نعيش بخيره لملايين السنوات .
قد يعترض علينا احد ويقول بلدنا مستهدف من الداخل والخارج.وهو السبب الرئيسي لدمره.وهي حقيقية لا تحتاج إلى دليل اليد الخارجية سبب مشاكلنا.وكل دول عانت من التدخلات الخارجية ما عانت.لكنها وقفت بالمرصاد لهم ليومنا هذا.الشعوب هي من أفشلت كل مخططاتهم ومشاريعهم. و اقتلعت جذور الفتن والتفرقة.وقطعت اليد التي زرعتها أو حاولت بذلك.ولا تميل أو تصفق أو تهلل لكل من هب ودب ،ومصلحة بلدنها خط احمر لا يمكن التجاوز عليه.لان قوة الدولة شعوبها وليس حكامها .
لو عرفنا سر قوة هذه الشعوب سيكون حالنا أفضل.وقد يكن أكثر واقل جدا من ذلك .لكن لغز هذا السر سيبقى غير معلوم ومجهول. ما دمنا نعيش وسط هذا الطوفان.دون إرادة حقيقية للتغيير من الكل. والتغير الفكري المبني على أساس صحيح وجوهري.وقد تستطيع الأجيال القادمة معرفة السر.ويكون وضع البلد أحسن ومختلف عن الماضي .
https://telegram.me/buratha