زيد الحسن ||
في كل بلدان العالم تشرع قوانين ثابتة لمنح الاوسمة والهبات والعطايا لمستحقيها، ممن نالوا درجات تميز عالية بعد كفاح في مفصل ما، وهذه ثقافة من ثقافات الشعوب، للحث على التفوق والعطاء .
الشعب العراقي يكرم دائماً ويحصل على الاوسمة بدون قوانين، ومنح الحكومات المتعاقبة لاحصر ولا عد لها،وتوزع دائما حسب درجات الفقر للشعب ويبدأ التوزيع من الفقير وتصاعدياً حتى يقف وينقطع عند اثرياء القوم .
سنسرد الان البعض اليسير من هذه العطايا و المنح من الحكومات الوطنية النزيهة التي اتت بعد ظلم وجور البعث العفلقي، حكومة تمنح سندات ارض مزورة قبيل الانتخابات، وبعدها يرمى اصحاب هذه السندات في الشارع، حكومة تمنح نصف كيلو ( عدس )، حكومة تمنح نصف كيلو ( فاصوليا )، حكومة تمنح الاذن ( للشفل الاصفر ) بهد المنازل فوق رؤوس الفقراء و تهديم اماكن قوتهم .
مكرمة زفتها الحكومة اليوم بمنح قطع اراضي سكنية بمساحة ستمائة متر، لبعض الوزراء و القضاة والدرجات الخاصة، لتخفف عن كاهلهم الفاقة والتشرد، فهذه الشريحة لا تملك ما يستر اجسادها البريئة العفيفة، وهم يعيشون وعائلاتهم تحت الجسور مشردين يوم هنا ويوم هناك !
لم تستغرب ايها العراقي ؟ ولم تشعر بالاحباط ؟ انت لم تقدم شيئاً يذكر حتى تنظر لك الحكومات، وتشرع لك قوانين المنح والهبات، انت كل الذي منحته دماء فقط، وارواح ازهقت فقط، فلا تستحق ان يكون من نصيبك ارض فارهة او قانون حقيقي يحميك، انت ايها العراقي السبب فلطالما رأتك الحكومات تصفق لها و تمجد و تمسح الاكتاف، الحكومات تراك مشروع بقاء لها لتعتلي اكتافك وتنفذ من خلالك مشاريع الثراء لها وللجوقة من حولها .
استحلفكم بالله ايها القائمون على منح هذه العطايا هل اختليتم بينكم وبين انفسكم، وحاسبتموها على مافعلتموه بهذا الشعب ؟ هل تدركون انكم بهذه الحماقات تبثون رسائل استخفاف بعقول الناس، بل انتم اصلا لاتفكرون بهذه العقول، الشعب ينتظر ويترقب بحسرة ان تتوازن كفتي الميزان يوماً، وانتم مصرون الاصرار كله على الابتعاد عن تطلعات و طموحات الشعب، متى تصحوا من سباتكم وغفلتكم باكل حقوق الناس واجحاف بذلهم للوطن، متى ترون الامور على حقيقتها، متى تكونوا حكاماً حقيقيون ؟،
نطالب من البرلمان القادم سن قوانين منح الاوسمة للرواد ومنع الهبات الحاتمية لمن هب ودب، الشعب يريد لكم الخير وانتم زراع للشر والتفرقة، نريد تشريع قوانين حقيقية منصفة لتوزيع الثروات فلقد حق الحق ولم يعد هناك من متسع .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha