الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||
أشرقت شمس اليوم لا كباقي الايام, فقد أعلنت عن استضاءة الكون بنور خير الخلق محمد صلى الله عليه وآله, الذي بدأ بالحركة التغييرية بمجرد دخوله إلى عالم الدنيا فقد اعلن عن تساقط عروش أئمة الكفر والضلال, وتهادم أركان الضلال؛ ليبدأ بمسار جديد في حركة الانسان تجاه ربه الكريم, وسرعان ما تطورت هذه الحركة الريادية في علاقتها بربها بالتأثير على مجموع الخلق وبنسب متفاوتة؛ باعتبار أن الناس مختلفين في حقيقة توجههم وسلامة نطفهم, فأصحاب النطف النظيفة وجدوا أنفسهم منقادين للاستسلام بين يدي النبي الاكرم صلى الله عليه وآله على خلاف غيرهم الذين منعتهم طينتهم القذرة للامتثال؛ بل واجهوا الدعوة بكثير من الاصرار على الرغم من ثقتهم أن هذه الدعوة سبيل خلاصهم ونجاتهم في مسيرة التوجه إلى حياة لا مكان فيها لأعداء الرسالة والرسول والمرسل.
أن ذكرى الولادة الميمونة للنبي صلى الله عليه وآله انطلاقة جديدة نحو شحن الهمم وبذل السعي للتغيير أُسوة باليوم الذي يتجدد في كل عام فيتجدد فيه روحية الحركة الاسلامية التي تقتدي بالسيرة العطرة للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله, وتحاول أن تتحمل من اجل القضية ما تحمله صلى الله عليه وآله في هذه المسيرة الجهادية لتحقيق غاية الله تعالى من نشأة الخلق وتكليفهم باستخلاف الارض جيلا بعد جيل وعمارة الآخرة باعتبار أن الدنيا مزرعة الآخرة؛ وليتيقن الناس أنهم لم يُخلقوا عبثا كما يتصور الكثير من الناس, فقد كان النبي صلى الله عليه وآله حجة على سائر الخلق, فليس لاحد أن يعتذر بعد هذه الرحمة الالهية المهداة للعالمين.
والمعلوم أن هذه المسيرة النبوية المشرقة لم تتوقف عند حدِّ منذ انطلاقها فيوماً بعد آخر تترادف الاضاءات النبوية في الاوساط المختلفة والبعيدة عن المحيط الاسلامي, وقد يواجه بالعناد والتعصب من قبل بعض المبغضين الذين لا حظ لهم بالهداية والاستجابة؛ إلا أن الامر مختلف عند عامة الخلق لاسيما من تميَّز بحسن السريرة والطينة, وأما انكار البعض وعنادهم فليس له أن يمنع شروق الشمس, وقد حاولوا بنوا أمية قبل غيرهم التصدي للنور النبوي فأركسهم الله تعالى فأصبحوا من الاذلين, وهذا العهد من الله متواصل مع نبيه الكريم لقوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك).
ومن المناسب أيضاً أن نعلم أن هذا اليوم السابع عشر من ربيع الاول تميز إلى جانب ذكرى ولادة النور النبوي بذكرى ولادة صادق أهل البيت عليهم السلام أيضاً ليكون نورا على نور, ويزيد بذلك هذا اليوم علواً وشأنا, وحقيقة الامر إن كانت الجمعة سيدة أيام الاسبوع, وكان شهر رمضان سيد شهور السنة, فالحق إن يوم السابع عشر من شهر ربيع الاول سيد أيام السنة كرامة لرسول الله صلى الله عليه وآله وولده الامام الصادق عليه السلام, فحليٌّ بالمؤمنين أن يجعلوا من يومهم هذا يوماً لتجديد العهد بالتوبة, والعزيمة على الاخلاص والتقوى قربة لله تعالى وحباً وكرامة لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
https://telegram.me/buratha