الشيخ محمد الربيعي ||
▪️في البداية تحية حب و احترام الى المعلم الناجح في وزارة التربية و التعليم .
▪️- من هو المعلم ؟
المعلم هو ذلك الشخص المكلف بإعطاء دروس في مختلف الميادين و المجالات لمجموعة من التلاميذ ، بحراستهم وممارسة الرقابة عليهم ، وذلك بعوض أو بدونه.
و بالتالي ، فصفة المعلم تفترض توفر شرطين رئيسيين:
▪️- أن يكون المعلم مكلفا بتعليم و تكوين التلاميذ .
▪️- أن يكون مكلفا بواجب الرقابة و الحراس
▪️إن للمعلم دوراً مُهمّاً و حيويا فى بناء المجتمعات لأنه العمود الأساسى للتنمية فكل مواطن مهما تبلغ مكانته الفضل يعود لمن علمه ، فالمعلم أهم محاور المنظومة التعليمية فى أى بلد يرجو تقدما و حضارة .
▪️و تطوير التعليم يكون بتطوير المعلم و رعايته .
▪️ إن المعلم صاحب رسالة سامية ، و عليه أن يكون مخلصا في هذه الرسالة مدركا للمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه ، و المعلم أمين على أبناء الأمة و مسؤولية المعلم كبيرة جدا ، فهي لا تقل خطورة عن مسؤولية الطبيب فالطبيب يستطيع أن يهلك مريضه إذ أساء علاجه عن إهمال أو جهالة ، و كذلك الفلاح قد يهلك زرعه إذا أساء خدمته و رعايته عن إهمال عن سوء التدبير ، و كذلك المعلم يحطم تلاميذ إذا أساء أو أهمل في عمله ، و المعلم نائب عن الوالدين و موضع شفقتهما لأنهما قد وكلا إليه تربية ابنهما فهو يقوم في المدرسة بدور الوالدين .
▪️على المعلم ان يكون ذات الشعور بالمسؤولية من جهة عدم جعل المعوقات بينه وبين تلاميذه ، فبعض المعلمين يجعلوا الفواصل العميقة بينه وبين تلاميذه ، بوسائل قائمة على السلطة المباشرة و القسوة من قبل المعلم و تكاد تنعدم العلاقة المطلوب إيجادها و هناك معوقات تقف أمام هذه العلاقة منها :
1. اقتصار المعلم على تقديم المعلومات .
2. العلاقة الفوقية من قبل المعلم .
3. صرامة المعلم وقسوته على تلاميذه .
4. عدم عدل المعلم بين تلاميذه .
5. سخرية المعلم من تلاميذه .
6. جمود العلاقة بين المعلم وتلاميذه وتواضعة لهم .
▪️هذا جانب ، والجانب المهم الذي نحب الاشارة اليه انه من الواجب الشرعي و الوطني و الاخلاقي ومن اجزاء الشعور بالمسؤولية ، ان يكون المعلم متمكن من المادة العلمية ، و التمكن من المادة العلمية صفة ضرورية و لازمة لكل معلم ، فالتمكن من المادة أمر ضروري لحفظ مركز المدرس من جهة و قدرته على التعليم من جهة أخرى ، و التمكن من المادة العلمية يبعث في نفس المعلم نشاطا ، و إقبالا على عمله كما يجب أن يكون للمعلم ، و لا سيما معلم اللغة العربية ويجب فوق هذا أن يكون واسع الحفظ من شعر العرب و نثرهم .
محل الشاهد :
▪️ايها المعلم الفاضل وصيتنا لكم :
أنتم في أعين التلاميذ القدوة ، و أنتم الأخير و الأسوة ، وستكون لكم في حياتهم أعظم بصمة ، فمع جرع العلم التي تعطوهم ، أضيفوا محاسن الأخلاق و عليها ربوهم ، فعلم بلا أدب كشجر بلا ثمر ، دعوهم يرون فيكم كل خلق رفيع ، و إياكم أن يسمعوا منكم أي لفظ قبيح وضيع ، فإن ذلك يضعف من شخصياتكم أمامهم ، لا تخرجوا عن المعقول معهم في الضحك و المزاح ، فكم من معلم لهيبته أمام تلاميذه بفعل ذلك أطاح ، لا تعينوهم و تسهلوا لهم أمر الغياب ، و لا تخرجوهم من جو المدرسة و الكتاب ، و لا تظنوا بأن الاحترام منهم لكم إنما يكون بالشدة و العقاب ، فكم من معلم لا يمسك عصا ، و الكل يقدم له الاحترام كأنه أخ كبير أو أبا ، زيدوا ثقافتكم و معرفتكم في موادكم و تخصصاتكم ، و لا تجعلوا الطلبة يشكون في علميتكم و إتقانكم ، فكم من طالب فاق في قاعة الدرس استاذه ، فأورث ذلك في عقول التلاميذ أسئلة تحتاج لإجابة ، و تذكروا الرعيل الأول الذي كنتم أنتم طلابه ، و أزيد على ما أسلفت للمربيات و المعلمات ، عسى أن يبلغهن ، وإن كنت أعلم بأنهن له عارفات ، الفتن بالبنات تعصف ، و التغريب لهن يعزف ، و سيل الإفساد لهن يجرف.
▪️فيا ربات المدارس:
اضربن بيد من حديد ، مستعينات بالله ، مستشعرات للأمانة التي أنتن أهلها ، امنعن السفور و التكشف ، فالدين و نظام الالهي معكن في ذلك و الكل يعرف ، حاربن بذيء الأفعال و إدخال الجوال ، فالنظام لا يرضا على ذلك ، أوصوا التلميذات بتقوى الله و خشيته و هددوهن بإبلاغ أهليهن بكل مخالفة يأتينها ، فلا زال ذلك عند البعض يخوف ، اعرضوا المتجاوزات دينا و خلقا ، على الجهات العليا ، فالنظام لا يسمح بالتعدي على الدين و لا بسوء الأخلاق و التصرف ، كن لهن خير أمهات ، يكن لكن خير بنات.
نسأل الله التوفيق لكم و السداد
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
ــــــــ
https://telegram.me/buratha