المقالات

أزمة..تَلدُ أخرى..!

1396 2021-11-15

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

ما أن يخرج العراق من أزمة ، حتى يقع في أخرى وكأن هناك يد ترتب هذه الإزمات ، لجعل الشعب العراقي في دوامة اللا أستقرار . قبل شهر من الآن وتحديداً في يوم ١٠ / ١٠ /  ٢٠٢١ ، وضعت العملية الإنتخابية أوزاراها على أكبر فضيحة تزوير في تأريخ العراق الجديد بعد عام ٢٠٠٣ الى اليوم . لقد تفاجئت الأوساط الشعبية والسياسية والأعلامية بنتائج الإنتخابات البرلمانية التي وصلت لحد الذهول حتى لمن فاز من تلك الإحزاب ، فما الذي حصل في هذه الإنتخابات ؟؟

نعتقد أن هناك من أستغل مسألة الأنغلاق السياسي بين الفرقاءالسياسين  ، وعدم أيلاء كثير من الإحزاب الأهتمام بقواعدها الشعبية ، وبالتالي أنعدام الخدمات التي تلامس أحتياج المواطن فضلاً عن رفع صرف العملات الإجنبية أمام العملة الوطنية ، مما أثقل المواطنين بكل شرائحهم من  موظفين أو متقاعدين ، أو شريحة الكسبة التي تعتبر شريحة واسعة جدا . طبعاً هذا جزء مهم  من أسباب عزوف بعض المواطنين عن الذهاب الى صندوق الإقتراع ، بأعتبار أن الشعب فقد الثقه بالعملية السياسية برمتها .

لكن عدم تقديم الخدمات ، وعدم الأنتقال بالمواطن من حال الى أخرى ، لا تتحمله الجهات السياسية وحدها ، بل هناك أحتلال أمريكي واضح قد تدخل بكل شارده وواردة ، فضلا عن أختلاق أزمات أمنية من قبل المحتل بدعم الأرهاب الداعشي من خلال تقديم الدعم اللوجستي والتسليحي له ، وخلق ممرات آمنه يستطيع الوصول من خلالها الى مدن العراق كافه وبأريحية تامة .

لذلك عمدت بعض الإحزاب السياسية الى تبني قرار وطني وشجاع بأخراج القوات الإجنبية بكل مسمياتها فضلاً عن الإمريكية ، تحت قبة البرلمان السابق والذي تخلف عن حضور جلسة التصويت المكونين الرئيسين في العملية السياسية وهم المكون السني والكردي ، والكل يعلم لماذا لم يحضر هؤلاء للتصويت . لذا نرى اليوم ومن خلال العملية الإنتخابية البائسة ، تم أستبعاد القوى الوطنية التي أسست لمشروع القرار البرلماني القاضي بأخراج القوات الإجنبية ، وصعود أجنحة سياسية متناغمة بطريقة وأخرى مع المشروع الإمريكي .

لقد تم تزوير الإنتخابات سبرانياً من خلال التدخل الرقمي عبر السيرفرات التي تم أخراجها الى دولة الإمارات المتحدة لربطها بالقمر الصناعي الأقليمي في أبو ظبي ، للتحكم بالأصوات الأنتخابية ، والتي تصر القوى الرافضة وجمهورها  على أعادة العد والفرز اليدوي لتبيان الحقيقة وذلك من خلال التظاهرات والأعتصام أمام أبوب المنطقة الخضراء .

 لكن الذي حدث أن الإوامر صدرت من سفارة الإحتلال بقمع التظاهر ومنع المعتصمين من المطالبة بأسترداد أصواتهم التي سرقت في عملية التزوير الكبرى التي حصلت خارج العراق وداخله . لا بل تعدي الإمر الى أستخدام القوة المفرطة والرصاص الحي والذي سقط في ذلك القمع أربعة شهداء من المتظاهرين ، والذين لم يحركو الضمير الإنساني في الشارع العربي أو الغربي ، مثلما تعودنا في المظاهرات السابقه التشرينية والتي يتسابق الغرب قبل العرب بالإدانه والإستنكار للدم العراقي .

 أذن الأزدواجية بالتعامل حاضرةوخصوصاً لدى ممثلة ( الأمين العام ) جينين بلاسخارت التي ملئت بغداد ضجيجاً في المظاهرات التشرينية السابقة ، وهي تتنقل عبر ( التكتوك )  وسط الجمهور المسير من قبل السفارة الإمريكية ، كان واضح جداً مما جعل المتابع للشأن السياسي العراقي ، يجزم بخرق تلك الإنتخابات البائسة والتي هي ( الأبئس ) في تأريخ الانتخابات بأكملها منذ تغيير النظام البعثي المقبور .

ومما زاد من الأعتقاد بنظرية المؤامرة ، السيناريو الهزيل بأستهداف منزل رئيس الوزراء العراقي الذي حاول تمثيل دور الضحية ، والغمز بأتجاه فصائل المقاومة وأتهامها بالجرم ، للتغطية على أستهداف المتظاهرين وقتلهم ، وأيضاً لخلط الإوراق وأيهام الرأي العام العراقي بأن ما يحدث هو صراع على السلطة والمقاعد البرلمانية ، لتفويت مسألة التزوير التي جرت في العراق .

يفترض اليوم بالقوى السياسية الوطنية أن تذعن لمنطق الحق والصبر بأحتواء الفرقاء السياسيين من الذين يسمون أنفسهم الفائزين ، ومحاولة التفاهم معهم حول آلية تشكيل الحكومة القادمة بعيداً عن تأثير السفارة الأمريكية ، وأدواتها الأقليمية ، لأفشال المشروع الإمريكي في الداخل العراقي ، عبر تغليب المصلحة الوطنية ، على المصالح الإخرى ، ومحاولة بناء برلمان قوي لأنتاج حكومة قوية قادرة على أخراج المحتل وأبعاد شبح الحرب الأهلية أيضاً عبر تثقيف الجماهير الغاضبة على نتائج الأنتخابات . وهذا لايكون ألا عبر التثقيف المستمر للجمهور الناقم على النتائج التي أفرزتها عمليات التزوير التي تمت بأحترافية فائقة عبر الأدوات الخارجية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك