ا.د جهاد كاظم العكيلي/ كاتب عراقي ||
إن حياة أحوال البشر تدفع بهم بالبحث والعمل على توفير عوامل البقاء وإستمرارية العيش من إجل إثبات وجودهم في هذه الدنيا المليئة بالمشاهد الغريبة، وهي في أغلب الأحيان تثير الإستغراب والإندهاش خصوصا ما يجري اليوم على صعيد الواقع الإنساني من أحداث مخيفة..
وتتمثل هذه الأحداث بإستغلال سياسي السلطة لمصادر الثروة وتبذيرها لنزواتهم ونزاعاتهم في الصراعات والحروب، مبددة لهذه الثروات ومتجاهلة حياة الناس وحاجاتهم المعيشية، والتي تعد من الأساسيات المهمة التي تربط الإنسان بوطنه لضمان حياة أفضل وضمان مستقبله، وهي من أبسط حقوقه المكتسبة للحفاظ على كرامته وحقه في العيش وفقا للدساتير والقوانين المنصوص عليها في تنظيم العلاقة الجدلية بين الوطن والمواطن في إطار الحقوق والواجبات..
وبشكل عام نلاحظ أن هنالك تفاوتا كبيرا في طبيعة حياة الأفراد خصوصا في المجتمعات المضطربة او غير المستقرة سياسيا، وقد إنعكس هذا التفاوت على الواقع المعيشي للناس وساعد على إنتشار حالة من الفقر المادي والجوع وصعوبة الحصول على لقمة العيش من إجل البقاء والتواصل مع ضرورات الحياة العامة التي تتطلب العطاء الدائم لخدمة الوطن .. لقد حصل هذا، بسب إفتراس حيتان السياسة والسلطة لثروات الناس وسرقة حقوقهم التي تؤمن حياتهم الصحية والغذائية، لا سيما إن هذه الحقوق هي مكفولة في القانون والشرائع السماوية غير أن فساد النفوس والإستهتار والتفرد بالسلطة جعل حالة الإنصاف لحق الشعب وتوفير مطالبه شبه معدومة، وباتت الحياة أكثر صعوبة ..
وباتت الحاجة أو العوز هي التي تتحكم بمصائر وكرامة الإنسان، وتحولت حياتهم لتسير وفق شريعة الغاب التي تقودها غرائز الحيوانات المفترسة لأصناف جنسها، فالجوع عاد صفة غالبة في مجتمعنا الذي يشير إلى أن خط الفقر الذي بلغ أكثر من ثلاثين بالمئة بين أبناء الشعب، وهم يتضورون من حالة العوز والحرمان، فيما شريحة واسعة من المجتمع يدفعها الجوع إلى عالم المجهول ..
هذا العالم إنعدمت وتلاشت فيه القيم والأخلاق، فالتفرد والأنانية صارت هي الصفة الغالبة في العلاقات الإجتماعية والإنسانية وحالة اللامسواة في التعامل وعدم توافق المجتمع مع ذاته، وتفرد أفراده للإستحواذ على كل شيء لإشباع رغباته ..
لقد حصل كل هذا بسبب سياسة الجوع المزعومة من قبل جهلاء السياسة والسياسيين، وسيحصل بشكل أوسع وأكبر ذلك أن الجوع لا يعرف شيء من الإنصاف لحياة هؤلاء الناس ما
https://telegram.me/buratha