المقالات

حكاية المرشح المستقل


  محمد عبد الجبار الشبوط ||

 

اتاح قانون الانتخابات الاخير للمواطنين غير المنتمين الى احزاب، وهم من يطلق عليهم اسم المستقلين، ان يرشحوا باسمائهم المباشرة في الانتخابات. وبسبب ان شريحة كبيرة من الناخبين اصبح لها موقف سلبي من الاحزاب، فقد توجه هؤلاء الناخبون الى المستقلين واعطوهم اصواتهم. وهكذا فاز ٣٩ مرشحا مستقلا، اي غير حزبيين.  لكن لوحظ في الاونة الاخيرة امران هما: الامر الاول تجمع عدد من المرشحين المستقلين الفائزين ضمن اطار تنظيمي معين مثل "تحالف النواب المستقلين". ووجود عدد من الاشخاص ضمن صيغة تنظيمية معينة، مهما كان اسمها، يعني انهم تحولوا الى حزب، حتى وان كان بشكل بدائي. وبهذه الخطوة فان المرشح المستقل لا يبقى مستقلا، انما اصبح عضوا في صيغة تنظيمية محددة. الامر الثاني، ان بعض المرشحين المستقلين يلتحق بحزب معين، تحت اي عنوان. وبهذه الخطوة يفقد المرشح المستقل هذه الصفة. ويغدو حزبيا.  كلا الحالتين غير صحيحة سياسيا واخلاقيا. بل هي تنصل من الصفة التي قدم بها المرشح نفسه للجمهور. بل هي خيانة للعقد المبرم بين المرشح المستقل والناخبين. ان الانتخاب عقد بين الناخبين وبين المرشح المنتخب. وفي حالة المرشح المسقل، فان هذا العقد الانتخابي يشترط ان يكون المرشح مستقلا وليس منتميا الى حزب ما. والناخب اعطى صوته للمرشح المستقل بصفته مستقلا، والسبب الذي دعا الناخب الى انتخاب المرشح المستقل لانه، اي الناخب، لم يعد يثق بالاحزاب ومرشحيها. وانضمام المرشح الفائز  الى حزب ما بعد الانتخابات خيانة لهذا العقد او التعهد بين الناخب والمرشح. وبالتالي فليس من الصحيح تشكيل اطار تنظيمي سياسي من النواب "المستقلين" او انضمام المرشح المستقل الى حزب موجود بعد فوزه في الانتخابات اذا اراد ان يبقى مستقلا، واذا اراد ان يحافظ على العقد الانتخابي والاخلاقي بينه وبين الناخبين الذين انتخبوه بصفته مستقلا وليس حزبيا. بغض النظر عن سماح القانون او عدم سماحه لمثل هذا الامر، فان الالتزام الاخلاقي يفرض على المرشح المستقل الفائز ان يحافظ على صفته كمستقل.  ليس لهذا علاقة بالموقف النظري من دور الاحزاب في الحياة السياسية الديمقراطية. فهذا دور اساسي، والاصل هنا ان تقوم الحياة السياسية الديمقراطية على التنافس السلمي بين عدد قليل من الاحزاب الكبيرة على خدمة المواطنين والفوز باصوات الناخبين منهم. والعزوف الظاهر لدى شريحة كبيرة من المواطنين عن العمل الحزبي تشوّه او سوء فهم لدور الاحزاب في الحياة السياسية الديمقراطية سببه من جهة الاداء السيء للاحزاب التي تولت السلطة بعد عام ٢٠٠٣، وسببه من جهة اخرى تدني مستوى الثقافة السياسية الديمقراطية في المجتمع العراقي. والرد الصحيح على هذا هو توجه المجتمع العراقي الى تأسيس حركة وطنية واسعة النطاق على هدي القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري، ولا تعيد انتاج سلبيات ونقاط ضعف الاحزاب السياسية الموجودة حالياً. وهذا ما ننتظر تحققه في وقت قريب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك