المقالات

سيبقى "داعش" وأخواته، طالما بقي رأس الأفعى

2041 2021-12-06

 

د. علي المؤمن ||

 

   التحركات الأخيرة لتنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الوهابية التكفيرية، وعملياتهم المستمرة في شمال العراق وشرقه، وفي أفغانستان وسوريا وبلدان أخرى؛ تؤكد بما لا يقبل الشك؛ إن هذه الجماعات لم ولن تنتهي؛ لطالما بقي العقل الذي يغذيها فكرياً ويمدها باللوازم الايديولوجية والتوجيهية والمالية؛ حياً وفاعلاً، فضلاً عن توافر الحواضن الاجتماعية للسلوك الطائفي التكفيري. 

   بعد العام 2016، تم تدمير قلاع تنظيم "داعش" ووجوده في العراق وسوريا، بسواعد الشيعة ودمائهم، وبذلك انتصر محور المقاومة على أحد الأجنحة المسلح للوهابية، والمدعوم أمريكياً وسعودياً، ولكن التنظيم استعاد جزءاً من فاعليته الميدانية، وبات ينفذ عملياته في محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى، ولايزال.

    وقد استشرفت هذا الواقع في مقال نشرته في العام 2017، أكدت فيه بأن اقتلاع فاعلية داعش في الموصل والأنبار وتكريت وغيرها؛ إنما يمثل نصراً عسكرياً؛ لأن "داعش" مجرد ذنب أفعى؛ أنتجته العقيدة الوهابية، وأسسته أمريكا، وأهلته السعودية، والتزمته الحواضن الاجتماعية الطائفية.

أما رأس الأفعى؛ فما يزال في الرياض ينفث سمومه، ويتغذى على كتب التكفير ومدارسه في السعودية، ويفرخ يومياً المزيد من وهابيي القاعدة وداعش والنصرة وطالبان. ولطالما ظل رأس الأفعى حيّاً قوياً؛ فإن "داعش" سيعود بجلد وهابي سعودي جديد.

     وما يلفت النظر أن أغلب الشعوب العربية السنية باتت تدرك مخاطر التآمر السعودي الوهابي لتدمير المنطقة، ومظهره السيء المتمثل بالتحشيد الطائفي الذي تقوم به الوهابية السعودية، وهدفه المتمثل بضرب السنة بالشيعة وبالعكس، ليتسنى لها الهيمنة على المنطقة العربية، ومصادرة حضور الدول العربية والإسلامية السنية الكبرى؛ كمصر وسوريا والجزائر وتركيا وباكستان، وإخراس كل صوت شريف يعارضها. ولذلك فإن ردود الأفعال العقلانية للشعوب السنية ونخبها في معظم البلدان العربية، واصطفافها مع محور المقاومة في المنطقة؛ تدل على عمق الوعي بمخططات آل سعود الرهيبة.

   ولعل انخراط كثير من سنة العراق وعشائرهم في قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الأخرى ضد داعش والقاعدة والإرهاب الوهابي؛ دليل ملموس على هذا الوعي العميق، ودليل أيضاً على أن السعودية ستبقى عاجزة عن شراء ذمم الشرفاء، من أي مذهب ودين كانوا.      

    و بالتالي؛ فإن المعركة الحقيقية ليست مع "داعش" الذنب؛ بل مع رأس الأفعى.. نظام آل سعود، وهي معركة لا تزال قائمة في كل أرض يقاوم فيها اتباع آل البيت، بدءاً بالعراق و إيران وسوريا، وليس انتهاءً باليمن والبحرين ولبنان وافغانستان والأحساء.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك