المقالات

الانسحاب المزعوم قبله وبعده

1745 2021-12-08

  حافظ آل بشارة ||    منذ ان اعلنت الولايات المتحدة انها ستنسحب بشكل نهائي من العراق ، بدأت انظار خبراء الامن تتجه الى متابعة ما يسمى بالخطط البديلة للاحتلال وقد اتضح ان هناك عدة حقائق يجب معرفتها قبل الانسحاب المزعوم : 1- ان سحب الجنود الامريكيين من القاعدتين الاكبر عين الاسد وحرير لا يعني ان القوات المقاتلة قد انسحبت بالفعل ، لأن السفارة الامريكية تعد قاعدة عسكرية ايضا وفيها وحدات عسكرية مقاتلة بعنوان قوات حراسة لن تنسحب. 2- احتلال اميركا للعراق ليس احتلالا عسكريا تقليديا بل هو احتلال سياسي اقتصادي امني ثقافي ، فسواء انسحب الجنود ام لم ينسحبوا تبقى اميركا هي صاحبة القرار في العراق ، وتحقق اهدافها باساليب غير عسكرية. 3- اميركا تهيمن على العراق من خلال المؤسسات التي تعمل لحفظ مصالحها فالاحزاب الكردية والسنية ونصف الاحزاب الشيعية والرئاسات الثلاث كلها تعمل من اجل حفظ المصالح الامريكية ، فلم تعد اميركا بحاجة الى قواعد عسكرية وجيوش . 4- قبل الانسحاب لابد لأميركا ان تحقق لاصدقاءها بعض تطلعاتهم ، ولذلك مهدت لوضع يد الاكراد على المناطق المختلطة وكركوك تدريجيا كمكافأة لما قدموه من خدمات لهم ، ويتطلب الامر عودة البيشمرگه الى كركوك والمناطق المختلطة ، ولتوفير ذريعة لهذه العودة نفذت عصابات داعش هجمات دموية على مواقع البيشمرگه ومواقع قرب كركوك فطلبت حكومة الاقليم مساعدة المركز فتم تشكيل قوات مشتركة من الجيش والبيشمرگة للانتشار في المناطق المختلطة وكركوك ، كمقدمة لضم كركوك والمناطق المختلطة الى الاقليم ، بما يخدم اي مشروع مستقبلي للانفصال الكردي. 5- مع ان الانسحاب الامريكي مطلب عراقي الا انه مطلب امريكي ايضا لتكريس هيمنة امريكية من نوع آخر في العراق ، الا ان اميركا تسعى الى افتعال حالات من التدهور الامني في بعض المحافظات لكي تقول بأن هذا التدهور يستدعي عدم سحب القوات الامريكية لأن العراقيين عاجزون عن حماية انفسهم من الارهاب ، ويأتي تفجير البصرة الاخير في هذا السياق وقد تحدث تفجيرات وحالات ارباك كبيرة اخرى لتعزيز مطلب بقاء القوات الامريكية. 6- اميركا تستخدم عصابات داعش لتنفيذ خططها فتدفع بهم الى اي مكان يريدون تخريب الاستقرار الامني فيه ، وتعمل هذه العصابات الآن لتوفير اجواء من الرعب تجعل الناس تصدق بأن انسحاب القوات الامريكية هو سبب فقدان الامن ، وترى اميركا ان اشاعة مثل هذا الشعور في الرأي العام وحده يعد انجازا كبيرا.  اذا كانت هناك قوى وطنية مخلصة ومقاومة تسعى الى حماية بلدها وشعبها من اي تهديدات ومخططات اجرامية فعليها على الاقل توضيح هذه الاجندات الامريكية في كردستان ومناطق العراق الاخرى ، من خلال جهد اعلامي متميز وموحد ، وقد يكون الاعلام المقاوم هو المعني قبل غيره بهذا الأمر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك