المقالات

سر سلامة المجتمع


   الشيخ محمد الربيعي ||   ▪️<< على كلّ إنسان تدعوه نفسه أن يفرض قوته على الضعفاء ، أن ينظر إلى قوّة الله فوقه >>    [[ و الّذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ]] من بين الصّفات التي يريد الله تعالى للإنسان المسلم أن يتّصف بها في حياته الاجتماعيّة مع النّاس ، سواء كان في داخل بيته أو في داخل المجتمع ، هو أن يكون الإنسان المسالم الّذي لا يأتي منه للنّاس إلا الخير ، و لا يصدر عنه الشّرّ ، بحيث ينظر إلى النّاس على أنهم إخوته ، أو أنهم يتّفقون معه في الإنسانيّة ، كما جاء في حديث الإمام عليّ ( ع ) : ( إنّ النّاس صنفان : إمّا أخ لك في الدّين ، أو نظير لك في الخلق ). محل الشاهد :  إنّ الله تعالى لا يريد للإنسان عندما يتكلّم أن يكون كلامه مؤذياً للّذين يوجّه إليهم الكلام ، بل لا بدّ من أن يكون مريحاً لهم ، لأنّ هذا هو سرّ سلامة المجتمع ، لأنّ إيذاء الإنسان للإنسان يخلق في نفسه الحقد و العداوة ، و يشعره بالمهانة و الاحتقار ، و بذلك يعيش المجتمع الكثير من الارتباكات و التعقيدات و المشاكل .  إن الله تعالى يريد للإنسان أن يرشّ المحبة للناس من قلبه كما يرشّ العطر ، و لا يرشّ العداوة و البغضاء ، و الكل يعرف أن الذين يؤذون الناس ، و لا سيما المؤمنين و المؤمنات ، فإنهم يغرسون الكثير من العداوة و البغضاء في النفوس. و على ضوء ذلك ، لا بدّ للإنسان من أن يكون رقيباً على نفسه عندما يعيش حياته الاجتماعية في الأمور الصغيرة و الكبيرة . النتيجة ان كف الاذى عن الناس يعتبر   من الصدقات ، و هذا ما يدلُّنا عليها الخاتم  رسول الله ( ص ) يستطيع أن يتصدّق بها الإنسان على نفسه ، فيقول : ( كفّ أذاك عن النّاس ، فإنه صدقة تصدّق بها على نفسك ) ، و أيّ صدقة على نفسك أعظم من هذه الصّدقة ؟   لأنّ ذلك يجعله في موقع محبة الناس و محبة الله ، و العقل يقودك إلى أن تقوم بالعمل الّذي تجلب فيه محبة الله و النّاس لك .  المؤمن هو الّذي إذا عاش مع الناس كان الناس في راحة منه و بدنه في تعب ، لأنه يمنعه عما يشتهيه من إيذاء الناس ، و يوجّهه إلى ما يرفع شأنه عند الله تعالى . اذن علينا التعامل مع الناس بمحبة و الابتعاد عن التوجه بالسوء مهما كانت مقوماتنا الذاتية و الموضوعية . و هذا الامر ينفتح حتى على النظام الدولة ،  فانها مهما بلغت من القوة لا يجب عليها مهما بلغت الامكانيات عندها ،  ان تكون دولة مؤذية لابناء شعبها ، او الدول الاخر . اذن : سر سلامة المجتمع هو عدم الايذاء و العيش بسلام وامان و محبة .  نسأل الله حفظ الاسلام و اهله  نسأل الله  حفظ العراق و اهله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك