إنّنا نعتقد أنّ مناسبة السيّد المسيح ( ع ) ، أو مناسبة ميلاد الرّسول ( ص) ، أو مناسبة الأعياد ، أو مناسبة رأس السنة ، تغري الإنسان بأن يكون مسؤولاً أكثر ، لأنّه ينفتح على الإنسان الّذي أطلق حركة المسؤوليّة في رسالته ، لأنها تنطلق من المناسبة التاريخيّة الّتي تعرّف الإنسان بأنّ عليه أن يواجه الزّمن من موقع حركة المسؤوليّة في حياته . لذلك ، ففي كلّ المناسبات الّتي يعيشها الإنسان ، لا بدّ من أن ينطلق من موقع المسؤوليّة ، حتّى الفرح لا بدّ من أن يكون فرحاً مسؤولاً ، حتّى اللّهو و العبث و اللعب لا بدّ من أن يتحرّك في خطّ المسؤوليّة ، حتّى لا ينحرف عن مصلحة الإنسان ، و حتّى لا يسيء إلى توازن الإنسان واستقامته في الخطّ الّذي يصل به إلى الله في الدّنيا والآخرة . محل الشاهد : أنّ القيم المسيحيّة و الإسلاميّة الأخلاقيّة و الرّوحيّة ، يلتقي بعضها ببعض لذلك ، عندما نستقبل عيد الميلاد ، علينا أن ننفتح على السيّد المسيح ، هذا الإنسان الّذي جعله الله مباركاً ليبارك العالم من خلال تعليماته ، و من خلال روحانيّاته ، و من خلال إنسانيّته ، و عندما نلتقي بعيد الأضحى الّذي يمثّل التّضحية ، فإنّ علينا أن نتحرّك في إنسانيّتنا من أجل الحياة و من أجل إنسانيّة الآخر . أن ننطلق من خلال القيم، لا من خلال الغريزة. العيد مناسبة لإعادة إحياء الارتباط الفعلي بالمفاهيم و التعاليم الأصيلة للأديان السماوية ، و الّتي عملت على بناء الإنسان و إعداده من كلّ النواحي ، ليبقى في دائرة الفعل و المسؤوليّة ، لا مجرّد الإنسان المنفعل و المنقطع عن أصالة ما يحمل من قيم و مفاهيم ، و أن يبقى على الدّوام في حالة أعياد و فرح ، بتواصله الحيّ و الصّادق مع ربّه ومع محيطه و واقعه ، ليحوّل كلّ الزّمن إلى عيدٍ حقيقيّ . اذن علينا عندما نقوم باحياء مناسبات الاعياد نحيها و نحن نتعلم و نعلم وجدت المناسبة من اجل الاقتداء بصاحب المناسبة لا مجرد وقت للعبث و العيش بأجواء لا ثمرة منها لذات و المجتمع . اللهم احفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha