محمد العيسى ||
بعد ١٧ عام على إعدام صدام ،علينا أن نتسائل...هل انهت قضية إعدامه حقبة البعث الدموية ،؟وهل انتهى البعثيون اوالصداميون بعبارة أدق؟
لاشك ان هذا التساؤل يستبطن أجوبة عديدة تخلص جميعها ان اتباع النهج الصدامي ازدادوا عددا ،وعويلا وتأثيرها في الرأي العام وخاصة عند الاجيال التي لم تشهد جرائم صدام ودمويته المفزعة،هذا التاثير الذي تحول احيانا كثيرة الى سلوك انتخابي .
نعم شرع مجلس النواب قوانين تجرم التمجيد بالبعث اوالترويج له ولكنها لاتعدو الاكلمات كتبت على ورق واهملت فلم تفعل تلك القوانين ولم تاخذ السلطات التنفيذية دورها في متابعة ومحاسبة الناشطين الذي يروحون لحقبة صدام وبطولاته الكارتونية.
بعد هذا السنوات على إعدام صدام يجب ان نعزي أنفسنا اولا لأننا فقدنا بوصلة السيطرة على عقول الشباب التي نخرتها افكار صدام وزمرته التي ماتزال تخطط وتمول وتروج لحقبة كانت من أسوأ حقب التاريخ المعاصر .
فقدنا السيطرة لأننا لانمتلك برامج لتأهيل الشباب تاهيلا صحيحا لفهم تلك الحقبة فهما موضوعيا ،فاستغل الاخر الأوضاع الاقتصادية والخدمية الصعبة فأخذيروج لحقبة صورها للشباب انها حقبة وردية تفوح منها رائحة المسك والعنبر.
هم استطاعوا ان يصوروا تلك الحقبة بالجميلة بل اعتبروا ذلك الزمن جميلا بكل تفاصيله ولكننا لم نستطع ان نصور ذلك الزمن مأساويا، دمويا .
كما أن الحكومات المتعاقبة بعد إعدام صدام ،لم تستطع ان تحد من نشاط البعثيين الاعلامي،واكتفت بالمشاهدة وكانها احد رواد التواصل الاجتماعي .
نطالب في ذكرى إعدام الطاغية الجهات المعنية بتطبيق القوانين التي تجرم الترويج لصدام وحقبته البائدة والا سنفقد السيطرة على الأوضاع الى الحد الذي
يتمكن فيه الآخرون من الغاء جميع القوانين التي تجرم البعث ولو بعد حين .
https://telegram.me/buratha