منهل عبد الأمير المرشدي ||
اصبع على الجرح .
Manhalalmurdshi@gmail.com
بعد اللتي واللتيا وبعد إن بلغ السيل الزبى وفاحت جيفة الفساد في البلاد وسائت احوال العباد ولعن الله وملائكته ورسوله والمؤمنون والفقراء والجياع والمظلومين كل الفاسدين والمنافقين والعملاء الذين سرقوا اموال العراق وخانوا الأمانة وبعد ان بّح صوت المرجعية الدينية واشتد عود النفاق وعلا صوت المنافقين وعاد العراق اسياد وعبيد واثرياء وفقراء وعم الجهل وانتشر الرعاع وبعد تشرين الثورة والنكبة وإنقلاب الذات وسطوة الفوضى وبعد الجّر والعّر وصولا الى مهزلة ابن مشتت وما قبله وما بعده .
بعد ذلك العسر والمخاض العسير كان الأمل والمرتجى في الصلاح والإصلاح والتغيير والخلاص من ورم المحاصصة وجموع اشباه الساسة واللصوص واخراج قوات الإحتلال الأمريكي والتركي من العراق وتحقيق السيادة كان الأمل في الإنتخابات المبكرة .
وانتظرنا وتأملنا وصبرنا وجائت الإنتخابات المبكرة وليتها ما جائت ولا حصلت بعدما كانت بادارة اسوأ مفوضية ورعاية أسوأ حكومة وأسوأ رئيس حيث حصل الذي حصل وصار الذي صار فاختلف القوم وتنازع الكل مع الكل حيث تناقضت النتائج وانقلبت الوقائع وبين هذا وذاك سار المسار واتضح المسير مثلما شاء ابن طحنون وتمنى الأعراب والأغراب وانعقدت الجلسة الأولى.
ما بين اعلان النتائج وانعقاد الجلسة تصدعت رؤوسنا بسيل من التصريحات والبيانات والتغريدات والوعود والعهود التي حملت رسال الأضداد وايحائات الشركاء بين الوعيد والتهديد والترغيب والترهيب وصولا الى دخول العمق العروبي المتعفن بكل ثقله متمثلا بولي عهد الإمارات وفق ما يتمناه السفير وما تريده السفارة وأنعقدت الجلسة فإذا بنا في حفلة تنكرية في الأزياء والأهواء وذات المستنقع وعكاظ الفساد ومزاد معلن جهارا نهارا لشرعنة المحاصصة على المناصب والمكاسب والمغانم لتعود ذات الشخوص المشبوهة والفاسدة ابتداءا من الحلبوسي ونائبيه واتفاق المتفقين على تقسيم كيكة العراق المنهوبة بين سطوة العام سام وما يؤمن السحت الحرام لأنياب اللئام وتستمر سطوة البره زاني على القرار وسرقة المال العام . نعم فكل الدلائل والمصاديق تشير انه لا تغير يتحقق ولا امر يستجد سوى اننا سائرون من السيء للأسواء ومن الفاسد للأفسد ومن الخوف الى الرعب ومن الشر المعلوم الى الغد المجهول ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
اخيرا وليس آخرا اقول سمعنا في حياتنا امثال شعبية كثيرة استذكر اليوم بعضا منها اراه يتوافق مع حال العراق اليوم وقد قال أحدها (ذاك الطاس وذاك الحمام ) .
وليتها عند ذلك فقط فقد يأس الناس من حلم التغيير والخلاص من المنافقين وكأنهم قالوا (جزنا من العنب ونريد سلتنه) وبقي أن نقول اكثر ما نخشاه هو ما سيؤول اليه الحال بعد ان (ظل البيت لمطيره وطارت بي فرد طيره) .