المقالات

الجمجمة لله/ 2 / قراءة في قيادة "فيلق القدس "


 

محمد شرف الدين ||

 

 طالب الساعدي

 

منذ الانطلاقة الأولى لهذا الفيلق فقد رفع راية الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في مختلف بقاع العالم تطبيقاً لقوله تعالى

" وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا"

وهذا الهدف المقدس كما له مصاديق عديدة على ارض الواقع ، كذلك له ركائز نظرية واشكال مختلفة لتحقيقه ، فلكي تتم قراتنا لهذا الفيلق لابد ان ننطلق من بناءه الفكري تجاه هذا الهدف ، فقد اعتمد على الركائز الاتية :

1-  الاهتمام بامور المستضعفين .

تغمر وجود المسلمين عاطفة قوية وحس اجتماعي مرهف يبزغ نوره من خلال اظهار الاهتمام بشؤون المستضعفين ،فقد ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله :

     " من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم "

ان المسلم يصبح وهمه منصرف الى شؤون المستضعفين ، ويتردد فكره في عرصاتهم ، ويستولي على وجدانه ذلك الهم الإنساني النبيل في كيفية ترجمته الى اواقع العملي .

نعم انه الود والمحبة الإلهية للمسلم من أخيه المسلم وقد تعهدت نمو ذلك المودة وديمومتها تلك الاحاديث الشريفة التي تبعث في النفس الحياة والامل وتنتشر بين بني البشر .

فقد جاء عن ابي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :

" ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الايمان ، ومن أحب في الله وأبغض في الله ومنع في الله فهو من اصفياء الله "

وورد عنه عليه السلام أيضا :

 " إن المؤمن ترد عليه الحاجة لاخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه ، فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة "

فمن هذه الاحاديث أراد الإسلام من المسلم ان يكون له شغل يشغله بأخيه المسلم أينما يكون ، ودون فرق في عرق او نحلة ينتحلون .

انه الإسلام العظيم الذي يعلو على تلك الأطر المصطنعة ، يناشد المسلمين سواسية للاهتمام ببعضهم.

2-  وجود مجتمع متماسك

سعى الرسول الأعظم صلى الله عليه واله لبناء مجتمع تحكمه علاقات اجتماعية رصينة ، فآخى بين المسلمين بعد ان كانت تتجاذبهم الخلافات وتتحكم بمصائرهم النزاعات ، وما كان لاحد ان يؤلف بين تلك القلوب المتنافرة لولا الله تعالى ، لقوله :

" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " الانفال / 63.

وانتقل أولئك المسلمون من أشتات متفرقين الى إخوة متحابين ،

فالاسلام أقام صرح علاقات إنسانية بين المسلمين ، وأسس فيهم بنيان الاخوة ، التي لا تقبل التنابذ والتخاصم – بغرس الايمان في نفوسهم ، وجعله أساسا في علاقاتهم مع بعضهم " انما المؤمنون اخوة " الحجرات / 10 .

وقد مثّل الرسول الأعظم صلى الله عليه واله أروع تمثيل للوشائج الاجتماعية التي تصبغ المؤمنين في بنائهم الداخلي ، بقوله المشهور :

  " ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا شتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى "

وهذا التمثيل النبوي يعكس مدى التماسك الاجتماعي وأيضا مدى قوة الجبهة الداخلية في ساحة المسلمين وتلاحمهم المصيري فهم يشكلون جبهة إسلامية متنوعة ومتماسكة الأجزاء .

3-  المثابرة نحو العمل

حث سبحانه وتعالى المؤمنين على العمل الصالح في كثير من اياته الكريمة ، منها :

 " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ..." التوبة / 105.

والعمل الصالح قرن بالايمان في كثير من الايات ، نحو : " الذين امنوا وعملوا الصالحات ..."

-من هذا نستفاد- ان العمل الذي يحمل صفة الاستقامة فيه نظ ة الى افق بعيد وهو نهاية الانسان واخرته ، ويحتاج تجسيده الى ذخيرة من الصبر على طريق الاستقامة ، وتحمل لتبعات ذلك العمل الذي ربما طويت فيه محن .

ولذا نجد امير المؤمنين عليه السلام يحث المسلمين الى العمل بوظائفهم ، فاليوم يحتاج المسلمون منا العمل والتنفيذ ولا وقت للانتظار ، فكم من مسلم يئن تحت وطأة الحصار والدمار ويستغيث ولا مغيث ، وكم من مسلمة حسروا 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك