حيدر الموسوي *||
ان الشيعة اليوم في العراق يتهاوون نخب ومكون اجتماعي نتيجة التصعيد الاعلامي والانقسام الكبير الذي لم تمر بها الطائفة الشيعية في العراق لا في تاريخها الحديث ولا حتى القديم ، وحدة الشيعة كانت اقوى بكثير من كل المكونات الاجتماعية الاخرى
بل كانت اقوى حينما كانوا بدون سلطة ويعيشون الحرمان والمظلومية
ما ان وصلت مقاليد الامور اليهم حتى بدأ كل واحد منهم يحاول اقصاء الاخر وتهميشه
مرت العملية السياسية بمنعطفات كبيرة وازمات خطيرة وكانت خيارات الحرب والدفاع عن المكون الشيعي هو اكثر رابطة توحدهم خاصة السواتر وساحات القتال والتفوا حول مرجعيتهم بشكل منقطع النظير
ما يحدث في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شيعة العراق امر جاء نتيجة تراكمات وخلافات شخصية وفشل حقيقي في الاداء السياسي واهمال الجمهور الشيعي خاصة في الوسط والجنوب
المواطن الشيعي بتركيبته السايكولجية العلماني والمتدين طيب القلب فما ان تذكر امامه الحسين صلوات اللهً وسلامه عليه تدمع عينه مباشرة ويتناسى كل شيء ، للاسف لم تتمكن تلك القوى التقليدية للشيعة محاولة احتواء الشارع بعد الحراك الاحتجاجي وتحول هذا الاضطراب الى فوضى وتم استثماره من قبل الفاعل الخارجي وتوظيفه لمساراتها بطريقة غير مباشرة حتى وجد في الجيل الجديد ضالته التي يمكن ان ينفذ ما يشاء من خلاله
وكما قلنا سابقا ان عبد المهدي هو اخر رئيس وزراء ينتمي الى الايدلوجية الاسلامية قبل الفوضى اعقبه الكاظمي الذي يراد به العبور الى الضفة الاخرى من الشاطئ والتهدئة وايجاد تسوية
لكن الامور بعد فترة تحولت الى نزاع سياسي داخل البيت الشيعي وتحول هذا البيت الى شتات في الاراء ووصل الى عملية الاستعداء كما يحدث الان بين الصدر والاطار
ليس من مصلحة الجميع هنا استمرار الاستعداء لانه سيعجل بانهيار الطائفة الشيعية وتكون الحكومة المقبلة هي حصان طروادة الاخير وتنهار كما انهار حكم الفاطميين في مصر وبالتالي سيؤول الى آخرين بحسب وصف عبارة المرجعية العليا في النجف الاشرف والتي كانت دقيقة في هذه العبارة
محاولة شيطنة الحشد سابقا واليوم الصدر وقبلها التشرينين انتجت لنا
مجتمع شيعي ممزق من الداخل متهاوي متألم لمًا ألت اليه الامور
فالدعاة والمجلس كانوا العنوان الابرز لمعارضة النظام الدكتاتور الذي قمع الشيعة لثلاثة عقود ونيف
الصدر كان عنوان المقاومة بل ولولا وجوده وتصديه لمًا بقي شيعي واحد في بغداد بعد ان تصدى للقاعدة والعناوين الاخرى من الذين كانوا يرومون انهاء الوجود الشيعي برمته ،
المرجعية في النجف هي التي فيما بعد رسمت خارطة قوة الشيعة من خلال الفتوى والدفاع عن البلاد
من اللامنطقي بل من المعيب ان تذهب تلك الدماء وتصبح سدى وهذه الانتصارات الكبيرة بدماء الشيعة
ومن ثم نتحدث عن حرب اهلية واقتتال شيعي شيعي
ان الصدر قادر على احتواء الاطار وقادر على احتواء التشرينين
وقادر على ان يقود الامة الشيعية بالتعاون مع الدعاة والمجلس والاخرين
من هنا نقول بانه حان وقت تغليب الهوية الشيعية مع الهوية الام على جميع الهويات الفرعية
واعطاء مساحة من الوقت لعقد حوار هادئ وبناء ونسيان الماضي فان مذهبنا وائمتنا اكدوا لنا على وجوب التسامح فكيف فيما بيننا ؟
من الواجب تفويت الفرصة على الذين عملوا في الاعوام الاخيرة على دق أسفين الفرقة وتفتيت المكون الشيعي وان يكون الحسين هو الموحد لهم
وتجاوز كل الامور
نكبر بالصدر وقوى الاطار وحتى التشرينين في الجنوب والوسط الى اللجوء الى الصمت الاعلامي والخطوة نحو تقريب وجهات النظر لان في ذلك سيكون بداية تحقيق الاعمار والخدمات لمواطني مكونهم ، وبدون ذلك فان هذا الانسداد وتبادل الاتهامات والتخوين سيقضي على الجميع ولا منتصر في النهاية على الاطلاق
*مركز القرار السياسي