الشيخ محمد الربيعي ||
عندما تبدأ العملية السياسية الخاصة بقيادة البلاد و العباد ، بطبيعة تنظيمها ، و قوانينها ، تكون فارضة على المشاركين بالعملية السياسية جملة من الامور ، اهمها الائتلافات ، و الاصطفافات ، وهي واقعا عبارة عن صحبة لا اكثر من ذلك ، ولا يصدق عليها صداقة ، لانه بطبيعة الحال هناك فرق بين الصحبة و بين الصداقة وهذا ليس محل بيان الفرق بينهما .
محل الشاهد :
اليوم نريد ان نتعلم من مدرسة الامام الحسن بن الامام علي ( عليهما السلام ) في صفة الصاحب .
نتعلم منه ونسير على خطاه لنكون بأمان ، نكون سعداء ، نكون ممدوحين ....
اذن الامام الحسن ( ع ) ، يعلمنا مَن نصاحب ؟ و ما هي صفة الصاحب الذي ينبغي للإنسان أن يختاره ؟
يقول الامام الحسن بن الامام علي (ع) : و إذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك ـ بعلمه و أخلاقه و دينه ـ و إذا خدمته صانك ـ أي لم يستغل خدمته لك ليسقطك ، بل يصون موقعك لأنّه يعتبر ذلك منك تواضعاً ـ و إذا أردت معونة أعانك ـ لأنّ ذلك هو حقّ الصحبة ، و هو أن يشعر بمسؤوليته عن حاجات صاحبه ـ و إن قلت صدّق قولك ـ و لم يكذبك في قول ليسقط قولك ـ و إن صلت شدّ صولك ـ فإذا دخلت في معركة تحدٍّ فإنه يشدّ أزرك ـ و إن مددت يدك بفضل مدّها ـ أي عاونها و ساعدها و أعطاها ـ و إن بدت منك ثلمة ـ أي ثغرة في حياتكة ـ سدّها ، و إن رأى منك حسنة عدّها ، أي تحدّث بها أمام الناس .
و إن سألته أعطاك ، و إن سكتّ عنه ابتداك ـ فهو يبادر ـ و إن نزلت بك إحدى الملمّات ـ إحدى المصائب أو النوازل ـ و اساك من لا تأتيك منه البوائق ـ أي المهالك و المشاكل ـ و لا تختلف عليك منه الطرائف و لا يخذلك عند الحقائق ـ أي في المواقف التي تبرز فيها الحقيقة. ـ و إن تنازعتما منقسماً آثرك .
فإذا كانت القسمة بينك وبينه فإنه يؤثرك على نفسه .
هذا ما تحدّث به الإمام الحسن ( ع ) بن الامام علي ( ع ) ، من الكلمات المضيئة المشرقة التي تفتح القلب على الله و على الخير و على الدار الآخرة ، فكيف نحوّلها إلى واقع عملي في حياتنا؟
أيها الأحبة :
هذه الصفات ممن نصاحب ليست فقط تنطبق على الجانب الفردي فحسب بل انطباقها وتعلمها و الاخذ بها بالجانب السياسي اولى ، بل ممكن لدولة و طبيعة توجه الحكم الذي يحكمها ، يجعل من تلك الكلمات منهاج لمن تصاحب و و توادد من الدول الاخر .
كذلك التوجهات السياسية و من على شاكلته ممكن لعنوان الصحبة و المصاحبة ، يدخل تحت هذه الضوابط و التعليمات المحكمة ، كيف لا و هي صادرة من مدرسة سبط الخاتم محمد ( ص ) الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب ( ع ) .
أيها الأحبة :
ان من شروط الولاية ( ولاية محمد و ال محمد ) ، هو أن تسير حيث ساروا ، و أن تقف حيث وقفوا ، و أن تتعلّم ما علّموك ، و أن تطبّق الخطّة التي خططوها لك.. و مشكلتنا أننا في غالب أحوالنا أننا فقدنا الوجه الآخر للأئمة ( ع ) و هو وجه الحياة و وجه التقدّم و السموّ من خلال الكلمات المضيئة التي تحدّثوا بها .
فعلينا العودة الى الجادة المطابق لقول و العمل اتجاه انتسابنا الى مدرسة اهل البيت ( ع ) ، مدرسة الأسوة الحسنة التي بتمسكنا بها كنا ناجين في الدنيا و الاخرة .
اللهم انصر الاسلام و اهله
اللهم انصر العراق و شعبه
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha