حسين فلسطين ||
هاجس الخوف بات يسيطر على العراقيين بعد كشف شكل التحالفات السياسية الأخيرة والتي تنبثق من خلالها حكومة "الانتخابات المبكرة" التي من المؤمل تشكيلها تماشياً مع المدد الدستورية المحددة خصوصاً مع بروز ظاهرة الإقصاء والتغييب المتعمد لأطراف مهمة لها وزنها السياسي والنيابي وذلك بتأثير خارجي رسم شكل الحكومة القادمة من أحزاب ذات لون وايدلوجية متشابهة في طريقة إدارة الحكم لا سيما وان بعض المكونات متهمة بممارسة الإرهاب قبل وبعد سقوط الدكتاتورية .
ومما لا يقبل الشك أن المرجعية اول من استشعر حجم الخطر المحدّق بالعراق لذلك اعلن المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني في ( ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٩) وعلى لسان السيد احمد الصافي على خلفية أحداث تشرين ما نصه:
" أن الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك وإن للشعب أن يختار ما يرتئي انه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه"
واذا ما أردنا تفكيك وتحليل هذا "النص الثوري" نجد أن بعضه قد تحقق والبعض الآخر في طريقه لان يتحقق خصوصا مع ما تشهده الساحة السياسية والأمنية من ارتباك واضح ، فالتدخل الخارجي بلغ ذروته بأعلان القيادي في حزب "عزم" وأمين عام حزب الوطن مشعان الجبوري عن تدخل الإمارات وتركيا في رسم تحالف بين الغريمين ( تقدم وعزم ) والذي نتج عنه توجيه الأتراك و الإماراتيين ضرورة عدم التحالف مع قوى الإطار التنسيقي والذهاب بأتجاه تحالف ثلاثي يضم "عزم وتقدم" من جهة و "التيار الصدري وحزب بارزاني" من جهة أخرى وبالتالي تمرير شخصيات سياسية ذوات ارتباطات أجنبية لمناصب رفيعة!
وفي الجزء الثاني من نص الخطبة تحذر المرجعية من وجود أيادي خبيثة تعمل على نشر الفوضى والاقتتال الداخلي تمهيداً لأعادة العراق إلى عهد الدكتاتورية وهذا ما نلحظه بين حين وآخر من خلال عمليات استهداف مواقع وجهات سياسية وحزبية ودولية تقوم بها جهات ترتبط بالمشروع الأمريكي الخليجي!
وبالنظر لتزاحم الأحداث فأننا كعراقيين أمام فرصة تاريخية لأعادة الامور إلى نصابها من خلال صناعة قرار عراقي وطني يحفظ حقوق الجميع لا سيما حقوق المكون الشيعي المهمش الذي بات في مرمى نيران الدول المعادية بعد عملية التشضي الكبيرة داخل مكوناته وخروج أغلب أطرافه من المعادلة السياسية بمراحل كان أبرزها عمليات التزوير الفاحش للأنتخابات كذلك اقصاء احزابه من المشهد السياسي بطريقة تعسفية حتما ستوقع الضرر بجميع الأطراف اذا لم يتم تدارك الوضع سريعا وهذا ما يأمله العراقيين وإن لم يكونوا في تمام رضاهم عن تلك الأحزاب التي لا تخلو مسيرتها من أخطاء كبيرة كان ضحيتها وسط وجنوب العراق ذوا الأغلبية الشيعية.