حمزة مصطفى ||
قبل سنوات كانت إحدى الفضائيات تكرر يوميا ولعدة مرات تصريح متلفز لأحد النواب يقول فيه "لقد إستوردنا 38 مليون دشداشة مشكوكة". وعلى الرغ من المبالغة الكبيرة في رقم الدشاديش المستوردة والتي كانت بمثابة دشداشة لكل مواطن إذا أخذنا بعين الإعتبار عدد سكان العراق وقتذاك وهو 38مليون نسمة فإن الناس تركوا كمية الدشاديش وظلوا يتساءلون لماذا "مشكوكة"؟ وحيث أن كل شئ عندنا موضع جدل ونقاش لاينتهي الإ أمام المحكمة الإتحادية فإن الأسئلة التي تناسلت من واقعة الدشاديش "المشكوكة" هي هل هذا مقصود؟ أم أن الدولة التي إستوردنا منها تلك الدشاديش "غشتنا"؟ أم أن سياستنا الإستيرادية لاتقوم على مبدأ الجودة بل على مبادئ وسياقات أخرى؟ لكن أحدا لم يتوقف عند ماهو أهم وهو .. هل هناك دشاديش أصلا بصرف النظر عن كونها "مشكوكة" أم صالحة للإستخدام.
ولأن الأشياء مربوطة مع بعضها فقد قرأت قبل يومين خبرا يقول أن العراق إستورد صلصة طماطة "معجون" من تركيا بمبلغ 200 مليون دولار. تساءلت في أحد الكروبات عما إذا كنا بحاجة الى صلصة الطماطة بحيث نخسر عليها 200 مليون دولار وبالعملة الصعبة؟ طريقة النقاش التي أعقبت تساؤلي هذا أضافت الكثير مما يمكن قوله الى الصلصة أو الدشاديش الممزقة. أحد الأخوة المتخصصين قال إن مجموع صادرات تركيا سنويا من الصلصة تبلغ 120 مليون دولار؟ هذا لايعني طبعا أن الفارق هو فقط 80 مليون دولار, بل يعني أن الرقم كله مضروب. فالعملية برمتها ليست أكثر من غسيل أموال.
متخصص آخر أضاف لي رقما صادما آخر وهو إننا نستورد سنويا "ركي" بمبلغ يزيد على ملياري دولار. لكن ماذا عن رقي العظيم أو سامراء؟ بإمكان كل واحد منكم حين يسلك طريق بغداد ـ كركوك في موسم الرقي والبطيخ وفي ذروة إستيرادنا الرقي سوف يشاهد طوابير الفلاحين وهم يفترشون الأرض وينادون السيارات الذاهبة الى كردستان أو العائدة منها من أجل أن يشتروا إنتاجهم من الرقي بـ "فلس ونص" قبل أن "يخيس". لم يتوقف الأمر عند هذا الحد, فلقد ذكرني متخصص آخر بما نستورده من "مسقول وحفاظات ودمى". نستورد حفاظات بملايين الدولارات؟ نعم. لو باقين على الدمى .. هواي أستر.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha