المقالات

ايران تجربة للصبر والصمود


 

عبد الخالق الفلاح ||

 

إيران الثورة وقلعة الصمود واصبحت  جزء لا يتجزأ من المشروع الإسلامي الحقيقي الذي انبثق من جديد منذ 42 عاماً ويشق الطريق بنور مصباح الهداية للجميع كعقيدة انسانية مبدئية وكل من يرى غير ذلك فليعد النظر في هويته الدينية والوطنية . وحينما نتحدث عن المشروع الإسلامي الممهد للانعتاق والخروج من بوتقة الضغوط التي تمارس على الأقطار المتواطئة والتي وقعت تحت مظلة مؤامرة الاعداء ، علينا أولا  أن ندعو الى الحد من تغلغل المشاريع الخارجية والرضوخ للصهيونية العالمية أو على الأقل أن تفرض عليها المعاملة الندية في إطار المصالح المتبادلة لا الارتباط العضوي ، ولا سبيل لنا  كبشر ومسلمين إلأ الارتباط بالله الواحد القهار ،فلا ديمقراطية ولا حرية للشعوب وهي تعيش تحت مظلة كفيل غير الله وارادة الشعوب في إطارها الجمعي تكفي للنهوض من المستنقعات الوسخة .لكن الآن ومع كامل الأسف مازال الغرب ومنظماته المتجبرة متحكمين في كل مفاصل الحياة في الأوطان العربية تساند الحكومات من اجل خنق حريات الشعوب وجعلها ميتة  . وزرع الفتن والأحقاد التي تجعلهم في غياب الوعي والخروج من الدين أو في حالة اجتماعية متنكرة للاخوة والوقوع تحت طائلة الطائفية المقيتة .المشروع الإسلامي لا يرتكز على المصالح السياسية بل هو منهج حياة يحترم إنسانية الشعوب ويكون بمثابة الناطق الرسمي والفاعل الأساسي في كل حركات وسكنات المجتمع البشري فيما يرضي الخالق الوسطية لا افراط فيها ولا تفريط واحترام لا يضاهى لخصوصية الفرد الاجتماعية والعقائدية تحت شعار لا تَظلمون ولا تُظلمون . اما عندما تقع الشعوب تحت  يد قيادات خاضعة لما تملى عليها من الدول المستكبرة  وتحركها شياطينهم وذيولهم ويخافون على عروشهم الخاوية العنكبوتية  لتحكم وتتأمر على أبناء جلدتهم  فلا سبيل للانعتاق قبل سقوط هذه العروش. وقد يؤول هذا إلى ضعف إيمان الشعوب خطاءاً أو خوف غير مبرر من بطش فرعون مخلوق وإنكار لحساب خالق ،إن "السيف هو الحكم فلكم أن تتذمروا أو تنتفضوا كما يحلو لكم" ولكن اياكم وغضب انساكم عندما ينهض من كبوته .والغريب في الأمر هو ان  الحكام لا ترى لصولة الشعوب عندما تثور من اهمية حتى يصل النار ليحرق عروشهم والشعوب القيمية  تثور من أجل كرامتها وشرفها قبل الخبز .

تجارب الحياة وسجلات التاريخ علمتنا أن هؤلاء الحكام لا يؤتمن جانبهم وليسوا موضع ثقة لأن علاقاتهم تُبنى وتحكمها مصالح مادية فقط ، متى ما وجدوا البديل  او اقترب منهم  الخطوب قايضوا كل شيئ بأقل شيئ .. إثارة الاهتمام مجدّدًا بالسياسات الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة والطابع المتغيّر لمصالحها، وفق تصوراتها  ، على نحوٍ أسرع وأكثر دراماتيكية لإظهار انفتاح جديد على طهران، فضلًا عن الأدوات المختلفة التي يجري من خلالها توخّي القوة عمليًا، وحلت الدبلوماسية محلّ عِقْدٍ من نهج المواجهة التي اتّبعتها أبوظبي  في السنوات السابقة ، وأن" تتحرك السعودية" ايضا سباقة و التي بدأت في طرح مبادرات دبلوماسية هامة تجاه إيران منذ اكثر من سنتين، وإن كانت متواضعة بالإضافة للدبلوماسية الهامة والتي أدركت  منذ سنوات أنها عالقة في مستنقع في اليمن. في صراعها الدائر شمال البلاد، و تراجعت بشكل مطرد قواتها العسكرية تحت تأثير الضربات القوية للجيش اليمنية والقوات الشعبية  التابع لحكومة صنعاء و التي اجبرت على إجراء مباحثات بهدوء وراء الكواليس مع طهران في بغداد ،املاً في أن تؤدي الى تخفيف التوترات معها لقيامها بتسهيل إنهاء هذه الحرب العبثية  في اليمن، أو على الأقل، ألا تفسد مساعي إنهائها  كما تدور في مخيلتها وتعتقد و هي أكبر من الإمارات التي أخذت تتلقى الضربات الموجعة بالطائرات المسيرة واقل بكثير عداة وعدداً عن الرياض ،

 من الصعب على المتابع اعتبار هذا الانفتاح مفاجأةً أو تراجعًا مفاجئًا. فهناك الكثير من العوامل التي جعلت الرياض تعيد حساباتها فيما يتعلق بالحوار لان ايران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي عرفت وتعرف طريق النجاة من شباك الاغوال المتكبرة  ومن يعتقد من هؤلاء المظلل بهم أن ايران الاسلامية لا تملك مقومات الدولة القوية فقط اثبتت الوقائع التاريخية عكس ذلك.

 ان صمود الشعب الايراني  أمام محاولات  ابتزازات الغرب المتصهين منذ اكثر من اربعون عاماً وعدم تنازلها عن مواقفها قيد انملة آخرها في فيينا والتي ارضخت واشنطن والدول الغربية في الكثير من المواقف عند حدها وهي أحد أهم العوامل التي حولتها إلى قبلة تشدّ إليها رحال من كانوا بالأمس القريب يطعنون فيها صباحا ومساءً ، وينعتها أعلامهم بأقذع انواع السب والشتم !!. وللحقيقة ان ما يشهد الشرق الأوسط من نشاط ملحوظ و تحرك دبلوماسي ومبادرات القوة الناعمة، كفيلة في انهاء التوترات و إعادة التعايش السلمي ولكن يجب الحيطة من المحاولات التي  يريد من خلالها اللاعبون الإقليميون تأمين مصالحهم بعيدًا عن ساحة المعركة ، والتي تسعى البعض من الدول إلى تعزيز ما حققته من مكاسب، وإعادة النظر في علاقاتها الخارجية وتنقيحها من الأخطاء وهو السبيل الأسلم لحياة أفضل للجميع.

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك