كندي الزهيري ||
تجري الرياح بما لا تشتهي سفينة العراق، البوصلة بيد عميل، والشراع بيد انتهازي، والدفة بيد جبان.
نعم هكذا يدار العراق اليوم.
بعد محاولات دخول العراق في مشروع الحزام والطريق الصيني في 2019 من قبل الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي، الذي حاول إخراج العراق من الفيتو والهيمنة الأمريكية الخليجية، التي تحاول قتل ودفن العراق وأهله في فوضى وفقر وحروب وصراعات مفتعلة، والمعروف بان جميع الدول التي تدعي بأنها شقيقة للعراق، تعلم جيدا بان هذا التحرك سينهي وجودها وثقلها محليا وإقليميا وعالميا، مما أدى إلى إثارة جنون دول الخليج ومصر، فهم الخليج الخطر ومن الطبيعي جدا أن يحارب من أجل مصالحة، الآن موانئ ستخرج عن الخدمة لا سيما الإمارات التي تخوض حرب موانئ في المنطقة والتي تعتبر قاعدة متقدمة للمصالح الصهاينة. وأما مصر التي استشعرت الخطر وأيقنت بانتهاء دور (قناة السويس) رسمياً كمعبر مائي رابط بين الشرق والغرب، مما يخرجها من المعادلات الدولية وربما لن تكون هناك مصر بعد اليوم.
ولذلك عملت هذه الأنظمة على تخريب هذا المشروع، من خلال الاتفاق مع حليفهم الأمريكي الصهيوني من أجل أن يمحى فكرة تحرر العراق، ولا يمكن ذلك إلا بإسقاط حكومة منتخبة، والمجيء بحكومة انقلابية، أن اتفقنا أم لم نتفق بأن هذه الحكومة التي يترأسها الكاظمي، هي حكومة انقلابية مدعومة من أمريكا وأدواتها، يحول الكاظمي بأمر من دول الخليج وإسرائيل من طريق الحرير إلى مشاريع تمنع العراق من الدخول بمشروع الصين نهائياً.
اهم مشروعين:
الأول؛ مشروع الشام الجديد تعود جذوره لدراسة أعدّها البنك الدولي في مارس 2014، وطبقا للدراسة يشمل المشروع كلا من (سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية)، إضافة إلى( تركيا والعراق ومصر) ، والربط السككي مع "إسرائيل" كمركز بري يربطها بالعراق ودول الخليج، ولها غايات سياسية تضيق الحصار على مضيق هرمز وعزل إيران نهائيا، وجعل اقتصاد العراق أسيرا للسياسات الاقتصادية والمصالح السياسية الصهيونية كبداية للتطبيع كأمر واقع حال لا مفر منه.
ثانيا؛ مشروع أنبوب النفط؛ يمتد هذا الأنبوب مسافة مقدارها 1700 كم عبر مرحلتين، الأولى تمتد من البصرة إلى حديثة في غرب العراق، والثانية تمتد إلى أن ينتهي في ميناء العقبة لتصدير النفط إلى باقي العالم. وسينقل الجزء الأول من الأنبوب حوالي 2.25 مليون برميل نفط يوميا، فيما تبلغ كمية النفط التي ستصل إلى ميناء العقبة عبر الأنبوب مليون برميل يوميا سيتم تحويل 850 ألف برميل إلى مصفاة البترول الأردنية، بالإضافة إلى أنبوب آخر لنقل 100 مليون متر مكعب يوميا من الغاز سيقوم الأردن باستخدامها لإنتاج الكهرباء، وتقدر تكلفته بنحو 18 مليار دولار.
يدفعها كلها العراق من نفطه، والقسم المار بالأردن ستكون ملكيته للأردن ويدفع العراق تكاليفه، أي تزيد تكلفة النقل بأربعة أضعاف على استخراج برميل واحد من باطن الأرض!... هنا نلفت الانتباه إلى جشع وابتزاز الجهات المستثمِرة. ويتضمّن المشروع إقامة محطات الضخ، إضافة إلى إنشاء مستودعات التخزين في ميناء العقبة... والجانب الأردني لن يدفع سنتاً واحداً من تكاليف إنجاز ذلك المشروع.
وتحاول الإمارات والسعودية إنشاء خط نفطي يغنيهم عن استعمال (مضيق هرمز) لتصدير النفط حسب الخطة الإسرائيلية، ولهذا فقد التجأت هذه الأنظمة إلى إنشاء مشاريع لتصدير النفط عبر البحر الأحمر ثم قناة السويس. الإمارات كانت أكثر جموحاً في هذا الانقلاب الاقتصادي... فقد ذهبت إلى مشروع تصدير النفط مباشرة عبر ميناء أسدود في "إسرائيل" الذي سيكون له دور كبير في الأنبوب العراقي، وذلك عبر الأراضي السعودية والأردنية ثم إلى السدود ومنه إلى العالم، خطوة الكاظمي بمشروع تصدير النفط عبر العقبة تصب مباشرة في هذا الموضوع المستفيد هم الأردن الأمارات وإسرائيل، وما يحدث في العراق اليوم يصب في جنبته تطبيعا اقتصاديا ثم ثقافي إلى أمن يعلن بذلك بشكل رسمي بأمر أمريكي ووساطة إماراتية أردنية، حيث بتمام المشروع لا وجود لطريق الحرير في العراق ولا وجود عوائق أمام التطبيع!، وهذا يفسر سبب قيامه بهذا المشروع رغم عدم استفادة العراق منه بأي شكل من الأشكال ...
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha