المقالات

الموقف العربي و الايراني و التركي حيال الاعتراف ب دونيتسك و لوغانسك 


   د. جواد الهنداوي *||                               سارعت الجمهورية العربية السورية بالاعتراف بهما كدولتيّن مستقلتيّن ، وهي اول دولة عربية تسابقت مع الزمن للاعتراف وللتعبير ،بهذه المناسبة ، عن أمريّن :  عن عمق تحالف استراتيجي مصيري مع روسيا ، وعن حجم و تراكم ما اصاب سوريا الدولة و الشعب من ضرر و معاناة جراء السياسة الامريكية و الغربية . أولمْ تعترف امريكا بأسرائيلية الجولان السوري المحتل ،خلافاً للقرارات الدولية ؟ أولمْ تعترف امريكا بالقدس عاصمة لاسرائيل انتهاكاً للقرارات الدولية ؟            ما يجمع سوريا و ايران و روسيا هو ايمانهم المطلق بأستهدافهم من قبل التوسع الامريكي و الناتوي ،  و اتذكّر جيداً جواب وزرير  الخارجية الروسية وهو يستقبل في موسكو وفد المعارضة السورية ، لسؤال احدهم " لماذا تدعمون ،لهذه الدرجة النظام السوري ؟ وكان جوابه " نحن ندافع في سوريا عن الامن القومي الروسي " .        علاقة التحالف الاستراتيجي مع روسيا  وعلاقة الخصومة او العداء مع المعسكر الامريكي و الناتوي هو في الحساب لدى الدول التي اعلنت رسمياً اعترافها .     لن تُقْدِمْ  دولة عربية اخرى على الاعتراف بالدولتيّن ،  لسببيّن : ولادة الدولتيّن سببهما صراع روسي -امريكي -ناتوي ، روسيا تحاول صّدْ زحف حلف الناتو تجاه حدودها الشرقية ، وتمنع من انضمام اوكرانيا اليه . والسبب الثاني هو أنَّ العالم يعيش الآن بداية النزاع المسلّح و السياسي ، وقابل للتدهور ولمزيد من التوغل الروسي في الاراضي الاوكرانية .       اعتقدُ بأن موقف المتابعة و الترقّب و الصمت هو سيد الحلول في الوقت الحاضر ، لن تُخاطر دولة عربية حليفة او صديقة لامريكا بأدانة التدخل الروسي ،  لاهميّة الدور الروسي في المنطقة وللعلاقات الروسية الجيدة مع كافة الدول العربية ، و لانحسار الدور الامريكي في المنطقة .         كيف سيكون موقف ايران ؟          اصدرت الخارجية الايرانية يوم ٢٠٢٢/٢/٢٢  ، بياناً يدعو الى ضبط النفس ،وفي ذات الوقت ،ادانت تدخل الناتو واعتبرته ادى الى تعقيد الوضع  جزءٌ من البيان حيادي ،حين يدعو الى ضبط النفس ،والجزء الآخر انحيازي بوضوح لجانب الحليف الروسي ، ويتبنى السبب الروسي للأزمة ، حين يدين تدخل الناتو ، ولكن لا اعتراف بالدولتيّن .     لن تستعجل ايران بالاعتراف ،لاسيما و الازمة في بداياتها ،ستنتظر وتراقب و تتابع ، وعلى الاقل تنتظر انجاز الاتفاق النووي . اعتراف ايران بالدولتينّ الآن سينظرْ له استفزاز لامريكا وللغرب ، والحليف الروسي يتفهم ذلك جيداً .      اسرائيل في موقف حرج ، فالاعلام الاسرائيلي يُدين ويهاجم روسيا ، و  قلوب ساسة اسرائيل مع امريكا ولكن عقولهم تمنعهم من ادانة رسمية صريحة لروسيا ، وقد شّذَ عن السرب وزير خارجية اسرائيل حين صرح قائلاً بانَّ اسرائيل ستقف بالصف الامريكي اذا اندلعت الحرب الروسية الاوكرانية .    سبب امتناع اسرائيل من وقوف صريح و رسمي ضّدَ التدخل الروسي في اوكرانيا هو خوفها من ان ترّدَ روسيا بمنع حركة الطيران الاسرائيلي في سماء سوريا .   * سفير سابق / رئيس المركز العربي الاوربي                  للسياسات و تعزيز القدرات /بروكسل .                 في ٢٠٢٢/٢/٢٢ .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك