المقالات

اين الوطنية ياحكومة الاغلبية؟!

1961 2022-03-02

  عدنان جواد ||

تعرف الوطنية بالشعور والتعلق والالتزام لبلد او امة او مجتمع معين، ويعتقد العديد من الناس ان الوطنية شعوراً ناتجاً عن ارتباط الشخص بالوطن الذي ولد وعاش فيه، وتعتبر الوطنية امراً اخلاقياً الزامياً، اما في الاسلام فمعنى الوطنية هي الطاعة والولاء واداء الحق وعدم الخروج عن الجماعة، والقيام بمسؤولياته وحفظ امانته والالتزام بقوانين الدولة وطاعة ولي الامر الشرعي، والمشاركة الفعالة في صنع القرار لتنمية الوطن وتطويره، كما انه يكون بالاجتماع لا بالافتراق والوحدة لا التشتت. يعلم الجميع ان الامور تدار في العراق عن طريق التوافق بين احزاب السلطة منذ انبثاق العملية السياسية بعد 2003  وحسب ما رسمها بريمر وحسب المكونات حتى اصبح عرفاً سياسياً، رئاسة الجمهورية للاكراد ورئاسة البرلمان للسنة ورئاسة الوزراء للشيعة، ويوزع القضاة حسب المكونات وحصص الاحزاب، ويتم توزيع الوزراء والوكلاء والسفراء والمدراء على نفس الاسلوب بعيداً عن الكفاءة والنزاهة، لكن هذا التوافق ولد انفجاراً ونفوراً من اغلب الشعب الذي غضب من قياداته، والدليل عدم مشاركته في الانتخابات الاخيرة، لان الطبقة السياسية الحاكمة اهتمت بمصالحها الشخصية ومصالح احزابها واهملت مصالح الناس واحتياجاتهم، وفي ايام الانتخابات طرحت بعض الاحزاب مشاريع جديدة ، وتعهدت بانها سوف تصلح النظام السياسي، وانها سوف تتخلص من المحاصصة والتوافق وتحاسب الفاسدين، وانها عندما تحصل على مقاعد في البرلمان سوف تشكل حكومة اغلبية وطنية، وتطبق القانون على الجميع وتقضي على السلاح المنفلت، وتعيد هيبة الدولة، وتمارس الاصلاح في جميع مؤسسات الدولة. وبعد فرز الاصوات برزت ثلاثة كتل لتتحالف مع بعضها، وهي تتكون من التيار الصدري صاحب الفكرة، وتحالف تقدم الحلبوسي وعزم خميس الخنجر ، والديمقراطي حزب مسعود البرزاني، تمكن هذا التحالف من تمشية  اختيار رئيس البرلمان ونائبيه، البعض قال فيها خروقات قانونية بعد ما تعرض له كبير السن من وعكة صحية وغيرها من الامور الاجرائية، لكن هذا التحالف فشل في اختيار رئيس الجمهورية ، لأنه رشح شخص عليه شبهات فساد وتم استجوابه سابقاً، فرفضت ترشحه المحكمة الاتحادية، وهو خالف بإصراره على ترشيحه شعاراته بمحاربة الفاسدين!، واما الاغلبية الوطنية فهي ايضاً غير صادقة، فشعار سماحة السيد مقتدى الصدر (لا شرقية ولا غربية) وتعني انه لا يخضع لنفوذ ايران وتوصياتها ولا لنفوذ الولايات المتحدة الامريكية واتباعها من الدول العربية، صحيح ان التيار الصدري وطني وان ابرز قادته من المناطق الشعبية والمحافظات الجنوبية، وليس لديهم جنسيات اخرى، ولديهم ارتباط عقائدي يمتد لتسعينيات القرن الماضي، ووجود شعبي كبير في بغداد والمحافظات الجنوبية، لكن ايضاً هو كان مشترك في العملية السياسية وقد اشترك في جميع الحكومات السابقة، وحلفائه عليهم الكثير من المؤشرات، فمسعود البرزاني وكيف يخرق الوطن وقوانينه كل يوم، فهو صاحب مشروع الانفصال ولولا تركيا وايران لتم الانفصال، وهو وافراد حزبه لا يعترفون بالعراق وهم يصرحون بذلك، وما يربطهم به فقط هو الحصول على الغنائم، وهو يبيع النفط لإسرائيل وبأسعار تفضيلية ولا يسلم الاموال للحكومة المركزية، وياليت تسلم للشعب الكردي وانما جزء منها للشركات الاجنبية والاخرى للحزب، وهو على علاقة وثيقة بإسرائيل، ويحتضن الخونة والمجرمين الذين قتلوا الاف العراقيين، فاين الوطنية؟، اما الضلع الثالث لحكومة الاغلبية الوطنية فهو تحالف السيادة الذي يتنقل بين الامارات وتركيا والسعودية، وانه يأخذ قراره من هناك، ويصرحون بذلك من دون خجل، لقد كانت خلافاتهم على اشدها قبل الانتخابات، ولكن بعد الفوز صدرت لهم التعليمات بالتوحد في تحالف واحد، وتنفيذ اجندات معينة، فاين الوطنية؟، فهل تعني الوطنية التغريد خارج السرب وترك جناحك الذي به تطير، وبعدك الاستراتيجي الذي تلتجا اليه عند الشدائد، فالوطنية هي العامل الاساسي في بناء الاوطان وتقدمها، وفقدانها هو الذي سبب تردي الاوضاع في المجالات والاصعدة كافة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك