استخدام المرتزقة بالصراعات ليس جديد 

نعيم الهاشمي الخفاجي ||   لم يكن استخدام المرتزقة في الحروب بالنيابة عن الآخرين جديدا على البشرية،  المرتزق هو كل شخص يقوم بأي عمل بمقابل مادي، سواء كان العمل حمل السلاح أو العمل في المجال الإعلامي بزمننا الحالي للدفاع عن دول أو فئات أو شخصيات معينة مقابل الكسب المادي، صحف البداوة الوهابية ممتلئة بكتاب وصحفيين من كلا الجنسين كانوا ولا زالوا يدعون انهم من القوى اليسارية التقدمية لكنهم يعملون تحت عنوان اليسارية كمرتزقة وكلاب حراسة مقابل الريال والدولار لتلميع أنظمة بدوية متخلفة ضد الحضارات الانسانية، استخدمت الامة فارسية وكذلك  اليونانيون  والرومان في العصور  القديمة، المرتزقة للقتال نيابة عنهم، سبق أن تم استخدام المرتزقة في الحروب في الامريكيتين ضد السكان الاصليين، بل شكلت جيوش للاستئجار،  استأجرت بريطانيا أثناء الثورة الأمريكية (1775 - 1783) جنودا ألمان، سُموا جنود هسن، لمحاربة السكان الأمريكيين.  في الحرب العالمية الأولى القوات البريطانية التي احتلت الجزيرة العربية والعراق كان معظم الجنود من الهنود تم استخدامهم للقتال مقابل المال، الكثير من أنظمة الخليج تجند شرطة وجنود من جنسيات هندية وباكستانية لقمع الشعوب الثائرة، استخدم المرتزقة في القتال في روديسيا ضد السكان الأصليين الأفارقة في الستينات والسبعينيات من القرن الماضي قبل استقلال جمهورية جنوب افريقيا، تم استخدام مرتزقة في اسم الدين مثل قطعان الوهابية لقتال السوفييت في افغانستان أو في حرق الشعب العراقي والسوري واليمني والبحريني والبيبي والجزائري  ووو……الخ من البلدان التي تنشط بها الحركات الوهابية الإرهابية في دول أفريقيا وغيرها. في الأحداث الجارية في أوكرانيا على سبيل المثال  المخابرات الروسية، أعلنت في  الأسبوع الماضي، إن الغرب يستعين بمقاتلين من منطقة الشرق الأوسط في أوكرانيا، بيانات لرؤوس إرهابية وهابية سوريين ومنهم الجولاني أعلنوا عن استعدادهم للذهاب لقتال الروس، في المقابل الإعلام الأمريكي ومن خلال أذنابهم من أعلام دول البداوة أعلنوا إن الروس يستعينون بمقاتلين من سوريا في أوكرانيا. وجود مقاتلين شيشان ضمن القوات الروسية لايعني انهم مرتزقة، الشيشان ليست دولة مستقلة وأنها إقليم فدرالي ضمن الاتحاد الروسي، لذلك وجود شيشان ضمن القوات الروسية لايعني انهم مرتزقة كما يحلو للإعلام البدوي تصوير ذلك، هؤلاء مواطنين روس. وفقاً وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا رحب بقدوم اي اجنبي للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية بل الرئيس الاوكراني أعلن تشكيل فيلق عالمي يستقبل كل متطوع يرغب لقتال الروس مقابل مبالغ مادية كبيرة. هناك حقيقة كل الأطراف الدولية تجند مرتزقة.  هناك حقيقة بدخول السلاح النووي في الحرب العالمية الثانية، أصبح الاشتباك أو المواجهة العسكرية  المباشرة  بين الدول النووية أمر مستحيل، لذلك في الازمة الاوكرانية استحالة وقوع اشتباك مباشر بين قوات أميركا وحلف الناتو، ضد روسيا، بل هذا الاستباك يدخل ضمن المحرمات والخطوط الحمراء  الممنوع منعاً باتّاً التقرب ومهما بكى  وناح  وندب حظه العاثر الرئيس الأوكراني زيلينسكي، بل بكائه يخلق حالة تستغلها أمريكا والناتو في حربها الاقتصادية مع روسيا.  خلال متابعتنا  لوسائل الإعلام تكرر رفض وقوع صراع مباشر بين الناتو وروسيا مرات كثيرة ، وآخرها تعليق رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، حول وجود  القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا الذي شدَّد على منع اندلاع أي حرب بين قوى عظمى. مستحضراً التاريخ المرعب للحروب الغربية». وقال: «منذ بداية الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية... قُتل 150 مليون شخص... لا نريد أن يتكرَّر ذلك إطلاقاً». داخل أميركا، حتى من المعارضة الأميركية للديمقراطيين، السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، عضو لجنة المخابرات بالكونغرس الأميركي، قال لشبكة «إي بي سي نيوز» إنَّ فرض «منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا سيؤدي لحرب عالمية ثالثة»، مشيراً إلى أنه «غير متأكد من أن الكثير من الناس يفهمون تماماً ما يعنيه هذا الأمر» كل هذه الأمور لم تمنع القيصر بوتين من تحقيق طموحات الأمة الروسية،  سلاح العقوبات الاقتصادية  بطيء النتائج، مهما بلغ زخمه وقسوته، خصوصاً على دولة عظمى مثل روسيا الاتحادية التي تملك كل وسائل البقاء، بل هذه العقوبات القاسية تكون سبب مهم في دعم شركات صينية لصناعة الملابس الرياضية وغيرها، غلق ٨٥٠ مطعم لمطعم الماكدونالدز الأمريكي في روسيا يفسح المجال بفتح مطاعم صينية أو ايرانية محل المطاعم الأمريكية في روسيا، أو فتح مطاعم سورية ولبنانية للاكلات السريعة والتي باتت منتشرة بكل اصقاع الدول الأوروبية والعالم. الحرب لم تستمر طويلا وسوف نرى خلال الأيام القادمة قبول قرار وقف إطلاق النار، رغم أن من مصلحة الناتو إبقاء الصراع الروسي الأوكراني واستمرار الحرب والعمل على دعم  المقاومة الأوكرانية بالسلاح واللوجيستك، وايضا إرسال آلاف المقاتلين المرتزقة من كل دول العالم لقتال الروس واستنزافهم، رأينا في وسائل الإعلام اعلان  الآلاف من الأميركيين وغيرهم من الغربيين التطوّع للقتال ضد الروس بأوكرانيا. ناهيكم عن رغبة تطوع الجماعات الوهابية القاعدية لمقاتلة الروس. حسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد أعلن العشرات من المحاربين القدامى الأميركيين الذين خدموا في العراق وأفغانستان الالتحاق بأوكرانيا. وقدّرت المصادر الصحافية دخول نحو 1600 مقاتل أميركي إلى أوكرانيا، وفقاً لرئيس الوزراء الأوكراني، كما ذكر مسؤول أوكراني أنَّ 3 آلاف متطوع أميركي سيشاركون في كتيبة دولية لمقاومة القوات الروسية. أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقد وجّه الدعوة للمقاتلين الأجانب، قائلاً على تويترمعاً هزمنا هتلر، وسنهزم بوتين أيضاً.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 9/3/2022