كندي الزهيري ||
بعد الحرب العالمية الثانية، ظهر قطبان اقتصاديان عالميان، هما الراس مالي الأمريكي والاشتراكي السوفيتي، وبعد 1991 حين تمزيق الاتحاد السوفيتي، تسلط الاقتصاد الرأس مالي على العالم وفرض سياساته.
إن الأقطاب الرئيسية في العالم اليوم وبالخصوص بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وكسرها قيود الحصار أصبح للعالم ثلاثة أقطاب هي (الرأس مالي – والاشتراكي – والقطب الصاعد الإسلامي).
تطبيقات الحرب النفسية في الرأس مالية:
شعار الرأس مالية: من يملك المال يحكم العالم. تقوم الرأس مالية على (السوق الحر – المجتمع المفتوح – التحالفات التكتلية)، والدليل الرئاسة الأمريكية تقسم على أصحاب الرأس المال وهم (الجمهوري الرأس مالي_والديمقراطي الرأس مالي)، قبل 2002م كان الاقتصاد الرأس مالي في القمة، بعد 2008م بدا الاقتصاد الرأس مالي في التراجع، ماذا يجب أن يفعل الحزبين لتفادي ذلك التراجع؟، أصبح هناك ضرورة ملحة، على أن يتم ترشيح رئيس جديد اقتصادي بحت، لهذا تم ترشيح ترامب، يعتبر رجل اقتصادي (مدير شركات) لا رجل (سياسي)، لكن جاء بعكس التوقعات، آثار انشقاق داخل أمريكا، وكاد أن يدخل الجيش الأمريكي في حرب دموية كبرى في منطقة الشرق الوسط، لولا تدارك الوضع من قبل الحزب (الديمقراطي) الذين رشح جو بايدن بصفة (منقذ للسياسة المالية في أمريكا) ولكي يخرج جو بايدن من الأزمة الداخلية لا بد أن يجد منطقة صراع جديد في العالم، لكي يبعد الأنظار عن الداخل الأمريكي، ويخرس باقي المعارضين له، فبحث في الشرق الأوسط فلم يجد هناك ورقة رابحة لمشروعة، فجميع الاوراق اما محترقة او في صراع دائم معروف، واصبح شيئا عاديا بالنسبة للأعلام الامريكي والمعارضين، ثم بحث في اوروبا فأوجد منطقة صراع بين الروس واوروبا وهي اوكرانيا.وإذا عدنا إلى الربيع العربي ولكي ينتجوا مجتمعا مفتوحا، أقاموا ثورات في الوطن العربي سمية (الربيع العربي)، لكن من يدير ذلك للرأس مالية؟، من يدير ذلك هي مجموعة من المؤسسات والأجهزة أبرزها (الموساد الإسرائيلي_صندوق النقد الدولي – مجموعة الأزمات الدولية – مجموعة حقوق الإنسان – مراكز البحوث والدراسات).
لكن من المسؤول في صناعة الحرب اليوم بين الروس وأوكرانيا؟ المسؤول عن هذا الملف والتي إقامة منطقة صراع هي (منظمة الأزمات الدولية) التي تعسكر في المناطق الهشة، الهدف هو زرع منطقة متوترة تخدم مصالح النظام الرأس مالي، يتم تنفيذها في وقت معلوم، من ثم إعداد آلية من قبل مركز (البحوث والدراسات). وفي صورة أخرى صنع منظمات (المجتمع المدني) وهذا ما تم فعله في العراق بشرط أن ترتبط بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بغض النظر عن من يديرها المهم أن يتبع سياسة الراس مالي و ضرب خصومها، كما حدث في مظاهرات 2019م بعد محاولة الخروج من هيمنة الرأس مالية، فتم وضع خطط هي (استسلام سريع – استسلام بطيء – انهيار أمني – الإزاحة البطيئة)، هذا ما تم طلبة من قبل مجموعة الرأس مالية، وكان المقرر انهيارا أمنيا تاما، بالخصوص في الناصرية والنجف وبغداد، وبعد ذلك يتم إسقاط الحكم، فلم ينجح ذلك المخطط، تم بعدها التوجه إلى الخطة البديلة، وهي قانون الانتخابات وإثارة صراع داخل المكون ذاته حتى تتم عملية (الإزاحة البطيئة)، من ثم إنشاء مجتمع مفتوح وجعل المرجع الأوحد له هي مرجعية (الرأس مالية) يقودهم ( السوشيل ميديا).
هذا عكس الصين التي لا تؤمن براس مالية، ولا السوق الحر والمجتمع المفتوح، كما منعت الكثير من التطبيقات للسوشيل ميديا في بلدهم.
هدف الرأس مالية الحقيقي ليس اقتصاديا فقط إنما ذات بعد ثقافي عقائدي، يستهدف أصول المجتمع ومعتقداته ودينه ويقتلع ثوابت المجتمع من جذورها.
ليس عجيبا أننا نرى أكثر من يدافع عن خط الرأس مالية، لكن أن تعرض الرأس مالية إلى انهيار تام لن نجد حينها من يدافع أو يفدي هذا النظام الدموي كنما هي العلاقة بين الإنسان ضال والشيطان، علاقة مصلحية مرحلية يستبرئ أحدهم من الآخر في وقت حلول الكارثة.
يجب علينا كمجتمعات تضررت من سياسات الرأس مالية، نجد حياة بعيدة كل البعد عن هذه السياسة، معتمدين على الإمكانيات الذاتية والتوافقات بين الدول الأخرى التي لها رؤية توافق رؤية المجتمع الباحث عن نظام عادل وجديد...
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha