منهل عبد الأمير المرشدي ||
اصبع على الجرح .
جاء في الروايات ان احد التجار في المدينة المنورة جاء للإمام جعفر الصادق عليه السلام وكان التاجر مخذولا حزينا مكتئبا فسأله الإمام عن سبب ما يراه فيه فقال له : يا بن رسول الله اني اعاني من ولدي الكبير فقد ربيته من دون عوز وفي مودة ودلال لكنه يفاجئني الآن بتطاوله على كرامتي واهانتي وحتى وصل الحال الى انه كاد يضربني .
قال له الإمام بما معناه سوف اسألك سؤال واريد اجابتي بصدق وصراحة . هل كنت تصلي وتؤدي صلاتك بالتزام في زمن معاشرتك لزوجتك قبل ان تحمل بابنك هذا .
طأطا الرجل رأسه الى الأرض وقال كلا يا سيدي لم اكن صلي حينها . قال الصادق عليه السلام . وما الداعي لأن تستغرب بما يفعله بك ابنك فهو بالأصل نطفة شيطان لأنها من رجل عاص لله ولا يصلي . ان ابنك بحكم الشيطان يمشي على الأرض . اذهب واستغفر ربك وتصدّق وادعوه ان يعفوا عنك ويرحمك انت وابنك .
في رواية اخرى يقال ان احد مراجع الدين في النجف الأشرف في زمن مضى كان يصلي بالناس اماما في حرم الصحن العلوي الشريف وبعد ان انتهى من صلاته جائه الشيخ محمود يسكن قريبا منهم وقال له يا سيدي العزيز جئتك خجلا منك مترددا فانا اشكوا اليك من ولدك الصغير فاستغرب المرجع وقال له خيرا ماذا فعل اجابه الشيخ انه وللمرة الثالثة يجلس عندي في الدكان واراه يمد يده ويسرق المال من جرارة النقود واستحي ان ارده او احاكيه بذلك لأنه ابنكم ومقامكم عال لدينا .
في اليوم الثاني جاء رجل اخر وقال للمرجع سيدي انا جاركم واشكوا اليك ابنك الصغير فقد كانت ابنتي تنشر الملابس فوق سطح الدار وجائها ليسمعها من الكلام ما لا يليق بإبن مقامكم العالي .
رجع المرجع لبييته حزينا متألما مما سمع وجلس مع زوجته وقال لها . ابننا الصغير يسيء لنا ولسمعتنا بما لا يليق بنا وبما لا يرضي الله وامهلك يومين لا اكثر لتتذكري هل هو ابننا ام هناك شيء اخر . ا
ستغربت المرأة ذلك من ابن عمها وزوجها لكنها تعرف جديته في الكلام وحبست نفسها في الغرفة يومين كاملين .
جائها المرجع وسألها . تحدثي عما تذكرتي فقالت له : نعم سدي حين ذهبت انت الى مكة المكرمة لتؤدي فريضة الحج وكنت انا حاملا به منذ شهرين وذهبت الى السوق وعند انتهائي من التسوق وخرجت شاهدت سلال الرمان عند صاحب محل فاشتهيت الرمان ولأني لم يعد في جيبي قرش واحد مددت يدي واخذت حبة رمان لأتذوقه وانصرفت .
صاح بها المرجع كفا . حبة الرمان انجبت شيطان .
الى هنا انتهي من الروايتين لأعود الى حال العراق اليوم وما نراه من وجوه لا تشبه الوجوه الآدمية وقلوب كقلوب الذئاب وقوم يرون المنكر معروفا ويرون المعروف منكر . قوم دب بينهم الجهل والكذب والنفاق .
ما نراه اليوم من قوم انتشر بين جوانحهم الفساد واعتادوا الذل والخنوع لأصنام السلطة وارتضوا البؤس والهوان واخرّسوا وصمتوا عن مافيات الطغيان في الشمال والوسط والجنوب الذين نهبوا البلاد وسرقوا خيراته وحرقوا الأخضر واليابس .
ما نراه اليوم من المسؤولين عن الرعية ومن تحكموا بأمور الشعب واحواله من اللصوص والسراّق والعملاء والمأجورين والطواغيت لا يعدوا في احسن من فيهم الا نطفة شيطان في رحم امرأة لاتدري . نعم فهم اما نطفة من رجل عاصي لا يقيم الصلاة واما حبة رمان انجبت شيطان .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha