المقالات

بغداد بين اللاموقف وسوء الموقف..! 

1309 2022-03-22

  منهل عبد الأمير المرشدي ||     Manhalalmurdshi@gmail.com إصبع على الجرح .   برغم اننا كما هو كل بشر سوي ضد الحرب شكلا ومضونا خصوصا ونحن في العراق عشنا ويلاتها زمن الدكتاتور المقبور من دمار وخراب وحصار وما شهدناه في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي إلا إننا تفاجئنا وتفاجأ العراقيون جميعا من موقف العراق في مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة بالإمتناع عن التصويت بالتنديد بروسيا وتحميلها تبعات الحرب القائمة مع اوكرانيا .  كان هذا الموقف يمثل وقفة مهمة في تأريخ العملية السياسية في العراق بعد سقوط الصنم على اعتبار ان اللاموقف في السياسة هو موقف بحد ذاته فالإمتناع عن التصويت على القراريعني اولا واخيرا عدم تأييد ما يحتويه القرار هذا فضلا عن السطوة المعروفة للسفارة الأمريكية على الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي وهو ما جعل الموقف اكثر جذبا وتميّزا وشدا للإنتباه وهو ما يزيد الأمر غموضا وضبابية ستفصح الأيام عن خفايه لاحقا .   ذلك الموقف الرسمي العراقي القوي والمهم تلاشى ويبدو هزيلا إزاء قضايا اهم للعراق واخطر في المساس بأمنه القومي ابتداءا من الإحتلال التركي لمئات الكليومترات من الأراضي العراقية في الشمال والقواعد التركية هناك اضافة الى القصف اليومي الذي يطول دهوك وسنجار وشرق اربيل وغيرها حيث يسود الصمت المطبق والتجاهل التام فلا موقف ولا هم يحزنون بل على العكس من ذلك فإن العلاقات العراقية التركية في احسن احوالها والإقتصاد التركي يعتمد في دعم الدخل القومي من الصادرات الى الأسواق العراقية بما يزيد عن عشرين مليار دولار سنويا فضلا عن الإستثمارات الهائلة للشركات التركية العاملة في العراق .  لست ادري هل كل ذلك مكافئة للأتراك على عدوانهم المستمر علينا اضافة لمشاركتهم لمسعود البره زاني في تهريب النفط العراقي وتصديره الى (اسرائيل).  بقدر ما يبدو هذا الموقف متناقضا مع الموقف العراقي ازاء الحرب بين روسيا واوكرانيا فان الموقف من القصف الإيراني لمركز الموساد الإسرائيلي في اربيل يبدو اكثر غرابة كونه يخلوا من التوقف عند الإدعاء الإيراني بوجود مقرات اسرائلية في اربيل فلم يتوقف عند ذلك لا حكومة ولا برلمان ولم يضع المسؤولين في الإقليم في دائرة الإشتباه والإستدعاء انما تم التعامل مع الأمر بشكل تمثيلي هزيل من زيارة وفد نيابي لأربيل شربوا فيها الشاي في مقهى القلعة وعادوا بيقين ان ما شاهدوه هو مجرد بيت تم قصفه من قبل ايران من دون ان يسألوا على الأقل عن فحوى ابراج الإتصال الأربعة فوق سطح ذلك القصر المقصوف.  موقف آخر يندى له الجبين من وزارة الخارجية العراقية التي تعلم وترى وتدرك اي عدوان سعودي على اهل اليمن المظلومين واي خراب احدثته وشعبا قتلت اطفاله ونسائه وشيوخه لكنها راحت تنعق مع القطيع العروبي المأزوم في بيان استنكار (العدوان) الذي تتعرض له السعودية من قبل انصار الله ابطال اليمن الذي يدافعون عن وطنهم ضد العدوان الصهيو امريكي بتنفيذ سعودي اماراتي .  اي موقف هزيل ومخزي هذا وأي تناقض في هذه المواقف التي لاتشبه ما فيها كل ما فيها فمثلما التزمت بغداد الصمت وكأنها لا ترى ولا تسمع ما حدث من مجزرة اعدام الشباب من ابناء القطيف واليمن والبحرين وسوريا في السعودية كان عليها ان ترتضي موقف الإمتناع والتغليس عن كل ما يحدث حولنا .  نعم فإني ارى الموقف الأفضل والأستر للحكومة العراقية في ظل هذا الهرج والفوضى ان تكون ممتنعة عن التصويت على طول الخط صامتة طرشاء عمياء وهي في الآخرة عمياء كما هي في هذه الدينا والله بصير حكيم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك