المقالات

العقلية البريطانية في العراق

1622 2022-03-26

ا.د. كاظم جهاد العكيلي ||   الكثير من عامة الناس تدفعهم عواطف إجتماعية تتعلق بشخوص او مُسميات من دون دراية ببواطن الأمور، وهي تندفع بتنفيذ ما يُملى عليها من شروط وإلتزامات تؤدي بالنتيجة إلى ضباع مُستقبلهم ومستقبل أوطانهم ..  وهذا في واقع الحال هو ما دأبت عليه السياسة البريطانية خلال قرن من الزمن، بعد أن فشلت في حروبها العسكرية التقليدية التي خاضتها ضد الكثير من الدول ومنها العراق، حتى عادت تلبس لباس المجتمع وتركيبته الإجتماعية والنفسية وطريقة تفكيره لتفرض بالتالي هيبتها وسطوتها على الناس من خلال ذلك ومن خلال العواطف التي إعتاد عليها هذا المجتمع كي ينقاد إليها ويقع تحت تأثيرها .. وهذه العواطف ولبوسها غالبا ما تأخذ طابع ديني وسياسي في مجتمعنا وهو، ما إستغلته بريطانيا إيما إستغلال لبث روح التفرقة والتنابز بين صفوف الشعب الواحد، ومن هذا المنطلق نرى أن السياسة البريطانية كانت قد لعبت دورا كبيرا في رسم هذه السياسة، خصوصا بعد أحدات ثورة العشرين التي وحدت العراقيين لطرد الإنكليز ..  ومنذ عام الإحتلال الأمريكي للعراق 2003 نرى اليوم أن السياسة البريطانية أخذت نفس المنحى مستخلصة الدروس والعبر من لبوس الماضي، وزادت على ذلك إحتواد الفرق التي لها تأثيرا في الشارع العراقي، وتولت تهميش دور القوى الوطنية بحسب ما تتطلب مصالحها السياسية والإقتصادية المبنية على عوامل المتضادات السلبية حتى لا تترك للشعب مستقرا للراحة، ومنه عدم إستقراره على حالة واحدة يمكن من خلالها أن يجد طريقا للخلاص الوطني .. وهكذا هي بريطانيا في السابق كما في اللاحق، لطالما تظل تلعب دوما ذلك الدور الذي يمسك بعصا خفية تمسك بطرفي المعادلة السياسية، فهي من جهة تمد العصا  بين صفوف القَوى المتنفذة لغرض الإبقاء على ما يسمى بالتوازن السياسي على الساحة العراقية، وتمدها بين صفوف القوى الضاغطة للتأثير عليها وإضعافها بهدف إلغاء فكرة تحرير الوطن من كل أشكال التبعية، وبالتالي إنهاء الواعز الوطني عند العراقيين ثم تدميره .. ووفق هذا التوجه البريطاني القديم ــ الجديد في العراق إستطاعت الحكومة البريطانية أن تدير بعصاها هذه مستقبلها السياسي والإقتصادي في العراق، وأن تجيد في هذا السياق إدارة فن اللعبة السياسية القائمة بين فرقاء الحُكم حيث  ألبستهم أغطية متعددة ومتلونة بلونين، لكن أحد اللونين إستعماري بحت، هدفه العمل على إضعاف البلد وتمزيقه وإفراغه بل تجريده من كل قدراته المادية والمعنوية، والثاني إظهار حرصها على العراق لكن أفعالها صارت واضحة ومكشوفة .. ووفق هذه السياقات التي وضعتها العقلية الإستعمارية البريطانية ومؤسساتها الأنجلو ــ أمريكية، صار العراق يمر منذ العام 2003 وحتى الآن بأصعب الظروف الإقتصادية والإجتماعية، بل لم يعد للعراق القدرة على مواجهة الفساد المبرمج الذي زرعته بريطانيا وتدخلها في صناعة القرار السياسي والمالي الذي أشعل الفوضى في العراق لترك الشعب يعيش حالة فوضى من دون أن يجد أي فرصة تقوده لبناء دولة ذات سيادة شكلا ومضمونا بعيدا عن التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في البلاد ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك